في إطار توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، وأمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، ترأس نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، اجتماع اللجنة الدائمة للحج والعمرة، الذي عقد عبر الاتصال المرئي، بحضور ممثلي الجهات ذات العلاقة بتنظيم موسم الحج.
وجاء هذا الاجتماع في إطار الاستعدادات المتواصلة التي تبذلها مختلف الجهات الحكومية لتأمين موسم حج 1446هـ، والعمل على تطوير منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتحقيق أعلى معايير السلامة والراحة في المشاعر المقدسة، انطلاقًا من الرعاية الكريمة التي يحظى بها الحج من القيادة الرشيدة، حفظها الله.
وأوضح الحساب الرسمي لإمارة منطقة مكة المكرمة على منصة «إكس» أن الاجتماع ناقش باستفاضة الخطط التشغيلية والتنظيمية لكافة القطاعات المعنية بالحج، واستعرض تفاصيل الاستعدادات الجارية على الأصعدة الأمنية والصحية واللوجستية والإدارية، بهدف ضمان انسيابية الحركة وخدمة ضيوف الرحمن بأقصى درجات الكفاءة.
وتضمّن جدول أعمال الاجتماع استعراضًا شاملًا لخطط الجهات الحكومية المشاركة في موسم الحج، وفي مقدمتها وزارة الحج والعمرة، وزارة الداخلية، وزارة الصحة، هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، الهيئة الملكية لمدينة مكة والمشاعر المقدسة، وأمانة العاصمة المقدسة، وغيرها من الجهات الأمنية والتنفيذية ذات العلاقة.
وقدمت كل جهة تصورها التنفيذي للمهام الموكلة إليها، والتدابير المتخذة لضمان انسيابية تفويج الحجاج، وتحقيق أعلى درجات الجاهزية على مستوى المواقع المخصصة لخدمتهم، خصوصًا في المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) وكذلك الحرم المكي الشريف والمنافذ البرية والبحرية والجوية.
كما تخلل الاجتماع عرض مفصل عن نسب الإنجاز للمشاريع الجاري تنفيذها في المشاعر المقدسة، والتي تأتي في سياق تحسين البنية التحتية ورفع الطاقة الاستيعابية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاع الحج والعمرة.
وأكدت العروض المقدمة أن عددًا من المشاريع الحيوية دخل مراحلها النهائية، ومن المقرر تشغيلها خلال موسم حج 1446هـ، ومن بينها مشاريع تطوير المسارات، وتحسين مرافق الإيواء، وتوسعة المرافق الصحية، وتعزيز أنظمة النقل الذكي.
وشدد الأمير سعود بن مشعل، خلال ترؤسه الاجتماع، على أهمية تكامل الجهود وتنسيق الأدوار بين جميع الجهات ذات العلاقة، لضمان تحقيق أهداف الخطط التشغيلية على أرض الواقع، وضمان تقديم الخدمات للحجاج بكفاءة عالية منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم بعد أداء النسك.
وأكد سموه أن توجيهات الأمير خالد الفيصل واضحة ومباشرة بضرورة التركيز على جودة الأداء والابتكار في تقديم الخدمات، وتقديم تجربة حج استثنائية تليق بمكانة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين.
وأشار نائب أمير منطقة مكة إلى أن "نجاح موسم الحج لا يتحقق إلا بتضافر الجهود والتزام الجميع بتنفيذ المهام وفق الجداول الزمنية المحددة، والجاهزية التامة قبل بداية الموسم الفعلي"، مؤكدًا أن المتابعة الميدانية ستكون حاضرة ومستمرة لتقييم الأداء والوقوف على أي تحديات محتملة.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة من الاجتماعات التنسيقية التي تُعقد دوريًا لمتابعة سير أعمال الحج، وضمان جاهزية القطاعات المشاركة لتقديم أفضل الخدمات لقرابة مليوني حاج متوقعين هذا العام من داخل المملكة وخارجها.
وتعكس هذه الخطوات الحرص المستمر من القيادة السعودية على تطوير منظومة الحج والعمرة، وتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات، بما يُسهم في تعزيز راحة الحجاج وسلامتهم، ويُظهر الصورة المشرفة للمملكة أمام العالم الإسلامي.
ومن المقرر أن تشهد الأسابيع المقبلة زيارات ميدانية ولقاءات دورية إضافية لتحديث الجداول الزمنية للمشاريع، وتقييم مستوى الجاهزية على كافة المحاور، استعدادًا لانطلاق العمليات التشغيلية الرسمية مع قرب دخول شهر ذي الحجة المبارك.