شهد اللواء هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، فعاليات تسليم الدعم العيني لمستفيدي مشروع "تحسين فرص التشغيل الذاتي للشباب"، التي أقيمت في قاعة دار أم المحبة التابعة لمطرانية الأقباط الكاثوليك في دير السيدة العذراء في جبل درنكة بمركز أسيوط، وجاءت هذه الفعالية في إطار أنشطة مشروعي "مستقبلي في بلدي 2" و"نعم ممكن"، اللذين يهدفان إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للشباب وذوي الإعاقة، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر لتوفير فرص عمل مستقلة ومستدامة للمستفيدين.
وقد تم تنفيذ المشروعين بدعم وتمويل من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وتهدف هذه المبادرات إلى تقديم الدعم الحقيقي والفعال للشباب والفئات الأقل حظًا من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للتمكين الاقتصادي، مع تعزيز فرصهم في العمل الحر وتحقيق الاستقلال المالي، وتستهدف هذه المبادرات بشكل خاص الشباب من مختلف الأعمار، وكذلك ذوي الإعاقة، حيث يُعد تمكينهم اقتصاديًا جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التنمية المستدامة في مصر.
شارك في الاحتفالية الأنبا دانيال لطفي، مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط، وإيهاب عبدالحميد، مدير جهاز تنمية المشروعات، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية والشخصيات المجتمعية البارزة في المحافظة، من أبرز الحضور كان محمد إبراهيم الدسوقي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، والشيماء عبدالمعطي، وكيل مديرية التضامن الاجتماعي، وأحمد محمد عبدالحكيم، رئيس مركز ومدينة أسيوط. كما حضر الفعالية الأب متاؤس أديب، مدير قطاع التنمية بمطرانية الأقباط الكاثوليك بأسيوط، وهاني فوزي، المدير التنفيذي لجمعية "معًا للتنمية"، التي تتولى تنفيذ هذه المشاريع.
بدأت الفعالية بعزف السلام الجمهوري، ثم ألقى الأنبا دانيال لطفي كلمة ترحيبية، حيث استعرض خلالها أهداف المشروع وأهمية دوره في دعم الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع، وأكد على أن المشروع يسعى إلى تعزيز التمكين الاقتصادي من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وتوفير التدريبات اللازمة للمستفيدين، وأوضح أن هذا الدعم يهدف إلى تحسين دخل الأسر الفقيرة، والحد من الهجرة غير الشرعية، وتنمية المهارات الفنية والإدارية، بالإضافة إلى تعزيز الشمول المالي للمستفيدين، وهو ما يتماشى مع جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030.
كما قام محافظ أسيوط بتفقد معرض المنتجات التي نفذها المستفيدون من المشروع، والتي تضمنت مجموعة متنوعة من المشروعات الصغيرة والمتنوعة، شملت هذه المشروعات صناعة الزيوت والشمع، الخرسانة الخفيفة، الصيانة وتطوير البرمجيات، إضافة إلى أعمال الخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية، وقد أشاد المحافظ بالجودة العالية للمنتجات المعروضة، وأكد على أن هذه المشروعات تمثل أفكارًا مبتكرة من الشباب المصري الذي يسعى إلى تحقيق النجاح من خلال العمل الجاد والمثابرة.
وأبدى المحافظ سعادته بمشاركة المحافظة في هذا الحدث الذي يعكس جهود الدولة في تمكين الشباب من خلال تعزيز مشروعاتهم الاقتصادية، وأكد أن دعم هذه المبادرات سيكون له أثر كبير في تحسين الوضع الاقتصادي للعديد من الأسر وتوفير فرص العمل المستدامة في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء، كما أشار إلى أهمية هذه المبادرات في تحقيق الشمول المالي ورفع مستوى معيشة المستفيدين، مضيفًا أن المحافظة ستظل داعمة لمثل هذه المبادرات التنموية التي تعزز من قوة الاقتصاد المحلي وتساهم في تحسين نوعية الحياة للمواطنين.
وحرص اللواء هشام أبوالنصر على التأكيد على أهمية التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، حيث أكد أن مثل هذه المشاريع لا يمكن أن تنجح دون تضافر الجهود بين مختلف الأطراف، وشدد على أن دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر يعد خطوة هامة نحو تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، التي تسعى إلى بناء اقتصاد قوي قائم على الابتكار والتطوير في جميع القطاعات، كما أشار إلى أهمية توافر برامج التدريب على المهارات الفنية والإدارية لتعزيز قدرة الشباب على إدارة مشروعاتهم وتحقيق الاستدامة المالية.
وتطرق المحافظ إلى دور جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في دعم مثل هذه المشاريع، موضحًا أن الجهاز يقدم تمويلًا ميسرًا وتسهيلات كبيرة للمستفيدين من المشاريع الصغيرة، مما يساهم في تحقيق طموحاتهم، كما دعا إلى ضرورة استثمار هذه المبادرات بشكل أكبر وتوسيع نطاقها لتشمل العديد من الفئات في كافة أنحاء المحافظة.
كما قام اللواء هشام أبوالنصر، ومعه الأنبا دانيال لطفي، ومساعدوهم بتسليم الدعم العيني للمستفيدين من المشروع، وكان الدعم يشمل مجموعة من الأدوات والمعدات اللازمة لتنفيذ مشاريعهم، بما يساهم في تحسين مستوى الإنتاجية وجودة المنتجات، كما تم إهداء درع تذكاري لمحافظ أسيوط تقديرًا لجهوده المستمرة في دعم مشروعات التمكين الاقتصادي في المحافظة.
وأكد الجميع في نهاية الحفل على ضرورة استمرارية تنفيذ هذه المبادرات الناجحة على نطاق أوسع، وتوسيع نطاق الدعم المقدم للشباب وذوي الإعاقة، بهدف تحقيق مزيد من النجاح في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.