البيئة في خدمة الحجاج
الفضلي: جاهزية متكاملة لخدمة الحجاج في موسم حج 1446هـ
كتب بواسطة: رضا سمكي |

في إطار الاستعدادات المتكاملة لاستقبال موسم حج عام 1446هـ، أجرى معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، جولة تفقدية ميدانية للمشاعر المقدسة، أكد خلالها على الجاهزية التامة والتنسيق المتقدم بين مختلف قطاعات منظومة الوزارة، بما يعزز جودة الخدمات البيئية والمائية والزراعية والصحية المقدمة لضيوف بيت الله الحرام، ويترجم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تقديم تجربة متميزة للحجاج.

وخلال زيارته، ترأس الوزير الفضلي اجتماعًا موسعًا في مقر شركة المياه الوطنية، بحضور عدد من قيادات الوزارة وممثلي الجهات ذات العلاقة، جرى خلاله استعراض الخطط التشغيلية والاستعدادات اللوجستية لضمان انسيابية الإمدادات المائية، وسلامة الغذاء، وجودة الهواء، والإدارة الفاعلة للنفايات، فضلاً عن خطط مراقبة الامتثال البيئي ومكافحة الآفات، والتي تشكل ركيزة أساسية لإنجاح الموسم وخدمة الحجيج على أعلى مستوى.

وشملت الجولة الميدانية زيارة عدد من المواقع والمنشآت الحيوية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث اطلع الوزير على جاهزية مشاريع المياه التي تغطي جميع مراحل الإنتاج والنقل والتخزين والتوزيع، إضافة إلى شبكات الري ومحطات المعالجة، مع مراجعة خطط الطوارئ والإمداد الإضافي، للتأكد من جاهزيتها خلال ذروة موسم الحج.

واستعرض الوزير مع مسؤولي الوزارة والشركات المنفذة نسب الإنجاز في المشاريع الحيوية، مؤكدًا أن شركة المياه الوطنية تمكنت من استكمال تنفيذ 13 مشروعًا تطويريًا في وقت قياسي، تم إدخالها في الخدمة قبيل موسم الحج، بما يعكس احترافية الأداء وكفاءة التنسيق الميداني، ويعزز موثوقية الإمدادات خلال موسم الحج.

كما زار الوزير مركز المراقبة والتحكم في مشعر منى، واطلع على مدى الجاهزية الفنية والتشغيلية خلال ذروة الموسم، بالإضافة إلى آليات التعامل السريع مع أي مستجدات طارئة قد تؤثر على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

وفي إطار الجهود المتكاملة لمنظومة الوزارة، وقف الفضلي على خطط فرعي الوزارة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي تشمل الإشراف على أسواق النفع العام، والرقابة على المسالخ الأهلية، وتنسيق غرف الطوارئ، وتقديم الدعم اللوجستي من خلال الكوادر الميدانية المؤهلة.

وفيما يتعلق بالأمن الغذائي، اطلع معاليه على تقارير الهيئة العامة للأمن الغذائي التي أكدت وفرة مخزونات الدقيق والقمح في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، فضلًا عن وجود مخزون استراتيجي من القمح يفوق المليون طن موزع على مناطق المملكة، وجاهز للضخ في أي وقت عند الحاجة، بما يضمن استدامة الإمدادات الغذائية خلال الموسم.

كما استُعرضت الخطة التشغيلية للمركز الوطني لإدارة النفايات "موان"، التي بلغت نسبة جاهزيتها 100%، وتشمل أربعة مسارات محورية تتضمن التحول القطاعي، والتوعية، والامتثال، والحلول العاجلة، إضافة إلى استكمال فرق التفتيش والرقابة الميدانية استعداداتها الكاملة، وتم تنفيذ تقييم شامل لإدارة نفايات الهدي والأضاحي، إلى جانب برنامج توعوي موجه للحجاج والعاملين في موسم الحج.

وشملت الجولة أيضًا الوقوف على الخطة التشغيلية للمركز الوطني للأرصاد، التي تضمنت رفع الجاهزية التشغيلية للمنظومة، وتحسين التغطية الجغرافية لمحطات الرصد، وإصدار التنبيهات والتحذيرات المناخية الدقيقة التي تواكب تطورات الطقس في المشاعر المقدسة.

وفي محور الخدمات الزراعية، تفقد الوزير جاهزية الشركة الوطنية للخدمات الزراعية في تقديم الخدمات المحجرية في خمسة منافذ رئيسة تشمل: ميناء الملك عبدالله برابغ، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة، وميناء جدة الإسلامي، والمحجر الحيواني بالخمرة، كما استعرض مع القيادات المعنية خطط الشركة للإشراف على المسالخ وتطبيق خطط الطوارئ وفق أعلى معايير الجودة.

من جانبه، قدم المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي عرضًا مفصلًا حول خطته التشغيلية لموسم الحج، التي تشمل تنفيذ جولات رقابية دورية، وسحب عينات من مجاري السيول، وقياس جودة الهواء، ومستوى الضوضاء، وفحص المسالخ، وذلك ضمن جهود مستمرة للحفاظ على بيئة صحية وآمنة لضيوف الرحمن.

أما المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية "وقاء"، فقد استعرض خطته التشغيلية المكونة من أربعة مسارات رئيسة تشمل: مكافحة الآفات الحشرية، ومراقبة الصحة الحيوانية خلال نقل المواشي، وتطبيق متطلبات الأمن الحيوي، واستكشاف نواقل الأمراض، وذلك للحد من أي تهديدات صحية قد تؤثر على سلامة البيئة أو الحجاج.

وفي ختام جولته، شدد الوزير الفضلي على أهمية تعزيز الجاهزية والتكامل بين جميع القطاعات المعنية، وتسخير كل الإمكانات والموارد لخدمة ضيوف الرحمن، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة – حفظها الله – بتوفير أقصى درجات الراحة والأمان للحجاج، وتمكينهم من أداء مناسكهم في أجواء مطمئنة وصحية وآمنة.