الحوثي يكذّب ترامب
الحوثي يتحدى ترامب: وساطة عمانية وليس ترجياً... ومستعدون للتصعيد
كتب بواسطة: محمد اسعد |

أكد زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي أن جماعته لم تترجَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الغارات الأمريكية على اليمن، واصفاً تصريحات ترامب بأنها "نوع من التهريج الذي عُرف به"، مشدداً على أن الاتفاق الأخير بين الطرفين تم من خلال وساطة عُمانية ولا يعني تغييراً في موقف الجماعة الداعم للمقاومة الفلسطينية. وشدد الحوثي في كلمة مصورة بثت اليوم الخميس على أن جماعته مستعدة للتصعيد في أي وقت وتمتلك القدرة على مواصلة عملياتها ضد إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة.

وكان ترامب قد صرح في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن الحوثيين "ترجوه" لوقف القصف الأمريكي الذي استمر نحو شهرين، مدعياً أنهم وعدوا بعدم استهداف الملاحة الدولية، وهو ما أيدته الخارجية الأمريكية في بيان لاحق. غير أن زعيم الحوثيين نفى ذلك بشكل قاطع، مؤكداً أن "التعامل بخضوع مع أي خصم ليس وارداً في فكر الجماعة"، وأن الجماعة متمسكة بشعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، معتبراً أن هدف دعم المقاومة في فلسطين أولوية لم تتغير منذ اندلاع الحرب.

وكشف الحوثي في كلمته عن تنفيذ جماعته أكثر من 131 هجوماً منذ منتصف شهر رمضان الماضي، استخدمت فيها 235 صاروخاً ومسيَّرة، استهدف بعضها مناطق في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها يافا وعسقلان وأم الرشراش وحيفا، رغم الغارات الأمريكية المكثفة التي تعرضت لها مناطق يمنية متعددة. وأبرز الحوثي الهجوم على مطار بن غوريون الدولي الذي يعد شريان الحياة لإسرائيل في نقل الملايين سنوياً، مشيراً إلى أن الصاروخ اخترق أربع طبقات دفاعية إسرائيلية، بما فيها منظومة "ثاد" الأمريكية المتطورة، مما تسبب في إلغاء 27 شركة طيران أجنبية لرحلاتها من وإلى المطار حتى إشعار آخر.

وفي معرض رده على الغارات الأمريكية، أشار زعيم الحوثيين إلى أن الولايات المتحدة نفذت أكثر من 1720 غارة جوية وبحرية، منها نحو 200 غارة خلال الأسبوع الجاري، استهدفت مدناً مختلفة بينها صنعاء وصعدة والحديدة ومأرب والجوف، موضحاً أن معظم هذه الغارات طالت الأحياء المدنية. وأضاف أن إسرائيل دخلت على خط القصف هذا الأسبوع واستهدفت ميناءً ومحطة كهرباء، في محاولة للضغط على الشعب اليمني بعد فشلها في مواجهة القدرات العسكرية للجماعة.

وفي سياق متصل، أوضح الحوثي أن جماعته استطاعت إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الأمريكية، حيث تكبدت واشنطن خلال الشهر الماضي فقط خسارة 8 طائرات من طراز "إم كيو 9"، بالإضافة إلى طائرات من طراز "إف 18". كما كشف عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" بشكل مكثف، مما أجبرها على الفرار من عملية يمنية يوم الثلاثاء الماضي، وترتب على ذلك سقوط مقاتلة في مياه البحر الأحمر. وأكد أن تدخل الأمريكيين بقاذفاتهم الضخمة لوقف هجمات الحوثيين "دليل على قوة وتأثير هذه الضربات".

وختم زعيم الحوثيين كلمته بالتأكيد على أن جماعته تحركت في دعمها للفلسطينيين انطلاقاً من مبادئ دينية وأخلاقية، وأن هذا الدعم لم يتوقف إلا خلال فترة اتفاق إطلاق النار الأخير بين المقاومة وإسرائيل. وشدد على أن الجماعة عاودت عملياتها فور انقلاب إسرائيل على الاتفاق ودعم الولايات المتحدة لها في قصف الفلسطينيين وتجويعهم. وقبل أيام، أعلنت الخارجية العمانية التوصل إلى اتفاق ستتوقف بموجبه الولايات المتحدة عن توجيه الضربات للحوثيين مقابل التزام الجماعة بعدم استهداف السفن الأمريكية في المنطقة، لكن الحوثي أكد أن جماعته لا تزال قادرة على تقديم الدعم لفلسطين من خلال قصف قلب إسرائيل ووقف الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي.