الوسائد الهوائية
متضرر من الوسائد الهوائية يحصل على 3 ملايين دولار كتعويض
كتب بواسطة: محمد اسعد |

عوضت هيئة محلفين في ولاية فلوريدا الأمريكية أحد المتضررين بمبلغ 3 ملايين دولار بعد تعرضه لإصابة بالغة نتيجة خلل في وسادة هوائية من إنتاج شركة تاكاتا التي كانت قد أعلنت إفلاسها قبل أعوام، حيث جاء القرار بعد معركة قانونية طويلة خاضها المتضرر خوسيه هيرنانديز الذي أصيب خلال حادث سير وقع في ديسمبر 2020 بمدينة ميامي.

وكان هيرنانديز يقود سيارته من طراز هوندا سيفيك عندما اصطدمت به مركبة أخرى حيث أشارت الدعوى القضائية إلى أن الحادث كان من المفترض أن يخلف إصابات طفيفة فحسب إلا أن الوسادة الهوائية التابعة لشركة تاكاتا انفجرت بطريقة غير آمنة أدت إلى انطلاق شظية معدنية حادة اخترقت ذراعه اليمنى وتسببت له في أضرار جسدية بالغة الأمر، والذي دفعه إلى رفع دعوى قضائية عام 2022 ضد "صندوق تعويضات دعاوى وسائد تاكاتا الهوائية" وهو الصندوق الذي تم تأسيسه ضمن تسوية الإفلاس الجماعية للشركة.

وقد أصدرت هيئة المحلفين في مقاطعة ميامي-دايد حكمها لصالح هيرنانديز يوم الخميس الماضي بعد أن استعرضت الأدلة والتقارير الفنية التي أثبتت مسؤولية الوسادة الهوائية عن تفاقم الإصابة، حيث اعتبر المحلفون أن الخلل التصنيعي الذي رافق مضخة الوسادة لا يمكن التغاضي عنه خاصة وأن الشركة المصنعة كانت على دراية بمخاطر استخدام مادة نترات الأمونيوم التي تتسبب في انفجار الوسادة بشكل مبالغ فيه عند تعرضها للحرارة أو الرطوبة العالية.

وتعد هذه القضية واحدة من عشرات القضايا التي ارتبطت باسم شركة تاكاتا اليابانية والتي كانت في وقت من الأوقات واحدة من أكبر موردي الوسائد الهوائية في العالم قبل أن تتحول إلى رمز لواحدة من أضخم عمليات السحب في تاريخ صناعة السيارات، حيث بدأت عمليات استدعاء تلك الوسائد في عام 2013 واستمرت على مدى سنوات لتشمل أكثر من 100 مليون سيارة حول العالم.

ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة فقد تم ربط ما لا يقل عن 28 حالة وفاة داخل البلاد بمضخات وسائد تاكاتا الهوائية إلى جانب أكثر من 36 حالة وفاة على مستوى العالم فيما أصيب أكثر من 400 شخص في الولايات المتحدة وحدها بسبب العيوب التقنية نفسها، مما دفع الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إلى إصدار تحذيرات صارمة للشركات المصنعة وفرض قيود صارمة على توزيع هذا النوع من الوسائد الهوائية.

وقد تركزت معظم الانفجارات غير الآمنة في المناطق التي تشهد طقسًا حارًا ورطبًا، وهو ما يسرع من تحلل مادة نترات الأمونيوم المستخدمة داخل المضخة ما يؤدي إلى انفجار غير مسيطر عليه، ويتسبب في تمزق عبوة معدنية تحتوي على الوسادة وانطلاق شظايا معدنية خطيرة نحو الراكب ما يزيد من خطر الإصابة بدلًا من تقليله.

وتأتي قضية خوسيه هيرنانديز لتؤكد مجددًا مدى خطورة هذا النوع من العيوب التصنيعية التي امتدت تداعياتها لعقود من الزمن وتسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث يرى خبراء السلامة المرورية أن هذا النوع من القضايا يجب أن يظل حاضرًا في أجندة شركات السيارات وموردي الأمان لضمان عدم تكرارها، كما طالبوا الجهات الرقابية بالمزيد من الرقابة الوقائية على قطاع قطع الغيار وخاصة تلك المتعلقة بسلامة الركاب.

ورغم أن شركة تاكاتا لم تعد نشطة بعد إعلان إفلاسها إلا أن الآثار القانونية والأخلاقية لقضيتها، لا تزال تلقي بظلالها على قطاع صناعة السيارات العالمي وعلى عشرات الملايين من السائقين الذين يستخدمون سيارات قد تحتوي على هذه الوسائد دون علم منهم، حيث تواصل بعض الدول حملات توعية لحث مالكي السيارات على فحص مركباتهم واستبدال الوسائد المعيبة عند الضرورة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار