أمريكا وبريطانيا توقعان اتفاقاً تجارياً
بعد سنوات من المفاوضات المتعثرة.. أمريكا وبريطانيا تحققان ما عجز عنه الآخرون
كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في خطوة وصفت بالتاريخية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس عن توصل إدارته لاتفاق تجاري مهم مع المملكة المتحدة، مؤكداً أن هذا الاتفاق يمثل "اختراقاً" في العلاقات التجارية بين البلدين، وأشار إلى أن التفاصيل النهائية لهذا الاتفاق سيتم الكشف عنها خلال الأسابيع القليلة القادمة، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها الإدارة الأمريكية لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع حلفائها الرئيسيين في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.

ويعتبر هذا الاتفاق الأول من نوعه بين الولايات المتحدة ودولة أخرى منذ أن أطلق ترامب حربه التجارية قبل أسابيع، وقد صرح الرئيس الأمريكي للصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض قائلاً: "يسرني الإعلان أننا توصلنا إلى اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة"، واصفاً إياه بـ"الاختراق" الذي سيعزز من التبادل التجاري بين البلدين ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي، كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية تقترب من إبرام صفقات أخرى مماثلة مع دول عديدة، موضحاً أن "الصين تود أن تعقد صفقة" في إشارة إلى استمرار المفاوضات التجارية مع بكين.

وفي إطار هذا الاتفاق، أعلنت الولايات المتحدة عن إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على واردات منتجات شركة "رولز رويس" البريطانية المتخصصة في صناعة محركات الطائرات، مما يعكس النوايا الأمريكية الجادة في تعزيز العلاقات التجارية مع بريطانيا وتخفيف القيود الجمركية على التبادل التجاري بين البلدين، وهو ما سيسهم في تعزيز القدرة التنافسية للشركات البريطانية في السوق الأمريكية ويفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين.

ومن جانبه، عبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن سعادته بهذا الاتفاق، واصفاً إياه بأنه "عظيم وفي مصلحة البلدين"، مؤكداً أنه سيسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز التجارة بين البلدين، وأضاف خلال اتصال بالفيديو مع الرئيس ترامب للإعلان المشترك عن الاتفاق في لندن وواشنطن: "هذا بالفعل يوم مذهل، تاريخي"، مما يعكس حجم التفاؤل البريطاني بهذا الاتفاق الذي يأتي في توقيت مهم بالنسبة للمملكة المتحدة التي تسعى لتعزيز علاقاتها التجارية مع شركائها الدوليين بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ويعد هذا الاتفاق واحداً من أصل 17 اتفاقاً تسعى إدارة ترامب إلى توقيعها مع شركاء تجاريين رئيسيين حول العالم، حيث تجري الإدارة الأمريكية محادثات موازية مع عدد من الدول، من بينها كندا والمكسيك واليابان وفيتنام والهند، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، مما يشير إلى استراتيجية أمريكية شاملة لإعادة هيكلة العلاقات التجارية الدولية بما يخدم المصالح الأمريكية ويعزز من نفوذها الاقتصادي العالمي، في خطوة تعكس رؤية ترامب الاقتصادية القائمة على مبدأ "أمريكا أولاً" وسعيه لتحقيق توازن أفضل في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين.