بدأت وزارة النقل والخدمات اللوجستية اليوم، تنفيذ خطتها التشغيلية لموسم حج 1445هـ في أكثر من 20 موقعًا رئيسيًا داخل مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك ضمن إطار جهودها المتكاملة لتأمين تجربة تنقل سلسة وآمنة لحجاج بيت الله الحرام، ويأتي هذا التحرك الميداني مع اقتراب تدفق أفواج الحجاج إلى المملكة، حيث سخّرت الوزارة كافة إمكاناتها التقنية والبشرية لتعزيز كفاءة الأداء اللوجستي والرفع من جاهزية شبكة الطرق ومحطات النقل، تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والارتقاء بتجربة الحج إلى أعلى المستويات.
وتضمنت الخطة التي أعلنت عنها الوزارة التركيز على النقاط الحيوية التي تشهد كثافة مرورية عالية خلال الموسم، ومن أبرزها محيط المسجد الحرام، ومنطقة المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة)، إلى جانب الطرق الواصلة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، ومحطة قطار الحرمين، ومحطات النقل الترددي في كل من المدينة ومكة.
كما باشرت الفرق الميدانية أعمالها في فحص وتقييم البنية التحتية، بما في ذلك الجسور والأنفاق ولوحات الإرشاد، لضمان جاهزيتها التامة، وتم توجيه مئات من المهندسين والفنيين والمراقبين إلى مواقع العمل، مجهزين بأحدث الأجهزة والتقنيات الذكية التي تتيح مراقبة الأداء والاستجابة السريعة لأي طارئ.
وأكدت وزارة النقل في بيانها الرسمي، أن عمليات المتابعة والتشغيل تتم وفق خطة محكمة تُدار على مدار الساعة، وبالتنسيق الكامل مع الجهات الأمنية والخدمية ذات العلاقة، ومنها الهيئة الملكية لمكة المكرمة، ووزارة الحج والعمرة، والأمن العام، وتهدف الخطة إلى تسهيل تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة، وتقليل زمن الرحلات، وضمان أعلى معايير السلامة والجودة.
كما أشارت إلى أن الخطة تشمل إنشاء مراكز دعم لوجستي متنقلة للتعامل مع الأعطال أو أي حالات طارئة قد تطرأ على الطرق، إضافة إلى نشر نقاط توجيه وإرشاد تسهم في تنظيم حركة المركبات والباصات، ومنع التكدس والازدحام.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر في الوزارة أن الخطة هذا العام تشهد اعتمادًا متزايدًا على الحلول التقنية، منها استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لرصد حركة المرور وتحليلها بشكل لحظي، وكذلك تشغيل تطبيقات رقمية مخصصة لمتابعة حركة الحافلات وتوجيهها، مما يسهم في دعم اتخاذ القرار الفوري وتحسين جودة الخدمة.
كما تم إطلاق حملات توعوية موجهة للسائقين ومشغلي الحافلات حول قواعد السلامة وأهمية الالتزام بالمسارات المحددة لضمان انسيابية الحركة، وحرصت الوزارة على تدريب فرق العمل الميدانية من خلال ورش عمل مسبقة لضمان تنفيذ الخطة بكفاءة ومهنية عالية.
وتأتي هذه الجهود في إطار الاستعدادات الشاملة التي تبذلها المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث يعد النقل أحد أهم عناصر نجاح الموسم، وتحرص وزارة النقل والخدمات اللوجستية سنويًا على تطوير أدواتها وتحديث بنيتها التحتية بما يتماشى مع حجم التحدي الميداني الذي تمثله حركة الملايين من الحجاج في فترة زمنية محدودة.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات المتقدمة إلى تحسين كبير في كفاءة العمليات التشغيلية وتقليل الحوادث المرورية وتحقيق رضا المستفيدين، كما يؤكد مراقبون أن نجاح هذه الخطة سيكون له أثر كبير في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للخدمات اللوجستية، خاصة في ظل مواصلة تطبيق المبادرات الوطنية لتحسين جودة الحياة وتمكين البنية التحتية المستدامة.