كشفت مجموعة من الصور عن اللمسات الفاخرة التي تميز طائرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الداخل في مشهد يعكس الذوق الفخم المعروف عنه والذي طالما ارتبط باسمه في عالم الأعمال والسياسة، حيث أظهرت الصور تصميمًا داخليًا فاخرًا يغلب عليه اللون الذهبي مع تفاصيل دقيقة تجمع بين الراحة والبذخ وتكشف عن جانب آخر من شخصية ترامب التي تحرص على الظهور دوماً بمظهر القوة والرفاهية.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن الطائرة الجديدة من طراز L3Harris تخضع حالياً لعمليات تعديل شاملة تهدف إلى تهيئتها لتكون طائرة رئاسية مؤقتة إلى حين تسليم طائرة بوينغ المجددة التي ستتولى المهام الرئاسية الرسمية مستقبلاً وتعد هذه الطائرة بمثابة حل مؤقت يعكس في الوقت ذاته رؤية ترامب الخاصة لمفهوم الطيران الرئاسي، حيث يتابع بنفسه مراحل التعديل ويولي اهتمامًا بالغًا بكل تفصيلة تتعلق بالمقصورة.

التصميم الداخلي للطائرة يعكس مزيجًا من الأناقة والكلاسيكية إذ تم تجهيزها بأجنحة للنوم وسجاد ناعم وأرائك جلدية واسعة تتيح الراحة التامة للركاب، كما تبرز اللمسات الذهبية بقوة على الجدران والأثاث لتعزز من الإحساس بالفخامة وتضفي على الطائرة طابعًا أقرب إلى الفنادق الراقية منها إلى مقصورة طيران عادية.

وقد أسندت مهمة إعادة تصميم الطائرة إلى شركة التصميم الفرنسية العالمية "Alberto Pinto Cabinet" التي اشتهرت بتنفيذ تصاميم داخلية للقلاع الفاخرة واليخوت الخاصة، وقد استخدمت الشركة ألوانًا ذهبية بشكل مكثف في الجدران والمفروشات بما يتناغم مع الطراز الذي لطالما ميز برج ترامب الشهير في نيويورك ليبدو وكأن التصميم الجديد للطائرة امتداد طبيعي لأذواق الرئيس السابق ومعتقداته الجمالية.

وتقدر قيمة الطائرة بنحو 400 مليون دولار وهو مبلغ يعكس حجم الترف الذي تم اعتماده في تهيئتها للعمل الرئاسي المؤقت في مرحلة حساسة من مشوار ترامب السياسي خاصة مع تصاعد التكهنات بشأن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ليست مجرد وسيلة نقل بل رسالة سياسية واضحة تشير إلى استعداده للعودة إلى المشهد بقوة وثقة.

في السياق ذاته ذكرت مصادر مطلعة أن ترامب يتابع شخصياً مراحل العمل على الطائرة بشكل يومي ويحرص على أن تكون جاهزة في الموعد المحدد، حيث من المتوقع أن يتم تسليم الطائرة في الخريف المقبل مما يعزز من التوقعات بأن ترامب يسعى لتقديم نفسه مجددًا كمرشح قوي ومجهز بكل أدوات الظهور السياسي والإعلامي اللافت.

ويرى البعض أن هذه الطائرة ليست فقط وسيلة تنقل فاخرة بل جزء من الاستراتيجية الدعائية لترامب والتي ترتكز بشكل كبير على الصورة والرمزيات البصرية القوية فهو يدرك جيدًا كيف يمكن للظهور بطائرة رئاسية فاخرة أن يعيد ترسيخ صورته في أذهان مؤيديه كرجل دولة قوي يعيش في مستوى مختلف عن خصومه السياسيين.

كما أن اختيار الطراز الدقيق للطائرة وشركة التصميم المنفذة وتصريحات المقربين من ترامب حول حرصه على كل التفاصيل تعكس رسالة أعمق وهي أن ترامب لا يزال يرى نفسه زعيمًا يستحق الأفضل حتى وهو خارج البيت الأبيض وربما يكون ذلك تمهيدًا لعودته إليه من جديد في حال قرر خوض السباق الرئاسي المرتقب.

وفي ظل هذه التطورات يترقب المتابعون في الداخل الأميركي وخارجه لحظة الكشف الرسمي عن الطائرة بكامل تجهيزاتها، حيث من المتوقع أن تكون محطة إعلامية مهمة وتحمل الكثير من الرمزية في توقيت سياسي حساس تستعد فيه الولايات المتحدة لخوض انتخابات مصيرية خلال الفترة المقبلة.