في مباراة حافلة بالإثارة والتقلبات، تعثر نادي بايرن ميونخ أمام ضيفه لايبزيغ بالتعادل 3-3، في اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب "أليانز أرينا"، ضمن منافسات الجولة الـ32 من الدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليغا)، ليتأجل بذلك الحسم الرسمي للقب الدوري لموسم 2024-2025.
ودخل بايرن ميونخ المواجهة وهو يدرك أن الفوز وحده يضعه على مشارف التتويج باللقب، لكن لايبزيغ، الذي قدم أداءً قتاليًا ومنظمًا، كان له رأي آخر، ليخطف نقطة ثمينة في الوقت القاتل ويخلط أوراق المنافسة قبل جولتين فقط على ختام الموسم.
وسجل أهداف لايبزيغ كل من بنجامين سيسكو في الدقيقة 11، ولوكاس كلوسترمان في الدقيقة 39، قبل أن يقتنص يوسف بولسن هدف التعادل القاتل في الدقيقة 90+4، مانحًا فريقه نقطة معنوية مهمة في صراعه على المراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية.
وفي المقابل، جاءت أهداف بايرن ميونخ عبر المدافع الإنجليزي إريك داير في الدقيقة 62، والفرنسي مايكل أوليس بعدها بدقيقة واحدة في الدقيقة 63، بينما أضاف ليروى ساني الهدف الثالث في الدقيقة 83، ما أعطى الجماهير البافارية أملًا كبيرًا قبل أن تتبخر الآمال في الدقائق الأخيرة.
ورغم التعثر، واصل بايرن ميونخ تصدره لجدول ترتيب الدوري الألماني بعدما رفع رصيده إلى 76 نقطة، إلا أن فارق النقاط قد يقل مع مرور الجولات المتبقية، ما يمنح ملاحقيه فرصة جديدة للضغط على المتصدر، ويؤجل الحسم إلى الأسابيع الأخيرة من المسابقة.
أما لايبزيغ، فبهذا التعادل رفع رصيده إلى 51 نقطة في المركز الرابع، ليعزز موقعه في دائرة الصراع على مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وشهد اللقاء إثارة كبيرة على مدار شوطي المباراة، حيث فاجأ لايبزيغ أصحاب الأرض ببداية قوية، أسفرت عن هدف مبكر عبر بنجامين سيسكو الذي استغل هفوة دفاعية في الدقيقة 11، ولم يلبث الفريق الضيف أن عمّق جراح البافاريين بهدف ثانٍ في الدقيقة 39، بعد تمريرة مركزة أسكنها كلوسترمان الشباك.
وفي الشوط الثاني، عاد بايرن إلى أجواء المباراة بقوة خلال فترة قصيرة، وسجل هدفين متتاليين في غضون دقيقة واحدة، عبر رأسية داير وتسديدة قوية من أوليس، ليعود اللقاء إلى نقطة التعادل 2-2، ومع دخول الدقائق الأخيرة، ظن الكثيرون أن هدف ليروى ساني سيكون كافيًا لحسم اللقاء لصالح أصحاب الأرض، إلا أن إصرار لايبزيغ قاده إلى تسجيل هدف ثالث في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع، مما منح المواجهة طابعًا دراميًا حتى صافرة النهاية.
ورغم تصدره لجدول الترتيب، عانى بايرن ميونخ خلال هذا الموسم من تذبذب واضح في الأداء، سواء على الصعيد المحلي أو الأوروبي، وتعزز هذه النتيجة من الشكوك المحيطة بقدرة الفريق على الحفاظ على استقراره الذهني في المواعيد الحاسمة، كما يعكس التعادل مجددًا المشكلات الدفاعية التي ظهرت في أكثر من مناسبة هذا الموسم، إذ تلقى الفريق أهدافًا في اللحظات الحاسمة، ما أفقده نقاطًا ثمينة في سباق البطولة.
أما لايبزيغ، فقد واصل تأكيده على أنه أحد الفرق القوية والمنافسة في البوندسليغا، بفضل اعتماد مدربه على استراتيجية تعتمد على الهجمات المرتدة والانضباط الدفاعي، وهو ما ظهر جليًا في هذه المباراة الصعبة خارج الديار.
بانتظار ما ستسفر عنه الجولتان المقبلتان، يبقى الحسم مفتوحًا أمام كل الاحتمالات، وسيتوجب على بايرن ميونخ استعادة توازنه سريعًا، خاصة في ظل احتمالية اشتعال المنافسة مع فرق مثل باير ليفركوزن أو بوروسيا دورتموند، حال تحقيقهم لانتصارات متتالية.
فيما سيستكمل لايبزيغ صراعه على مقعد أوروبي، في ظل منافسة محتدمة مع فرق مثل شتوتغارت وآينتراخت فرانكفورت، ما يجعل الأسابيع القادمة مصيرية لكلا الطرفين.