في ختام دراماتيكي لموسم 2024-2025 من دوري الدرجة الأولى الإنجليزي "تشامبيونشيب"، تُوِّج نادي ليدز يونايتد رسميًا بلقب البطولة، بعد أن تفوّق على بيرنلي بفارق الأهداف، رغم تساوي الفريقين في عدد النقاط، في سيناريو لم يُحسم إلا في اللحظات الأخيرة من الجولة الختامية، وتمكن ليدز من قلب تأخره أمام بليموث أرجايل إلى فوز مثير بنتيجة 2-1، بفضل هدف قاتل سجله مانور سولومون في الوقت بدل الضائع، بينما حقق بيرنلي انتصارًا على ميلوول بنتيجة 3-1، لكنه لم يكن كافيًا لخطف الصدارة، ليتوّج ليدز بفارق الأهداف، ويعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد موسم واحد فقط في التشامبيونشيب.
المدرب دانييل فاركه، الذي سبق أن قاد نورويتش سيتي إلى البريميرليغ مرتين، أعاد تكرار الإنجاز، وهذه المرة مع ليدز، عبر موسم ناجح تميز بالتوازن والصلابة، الفريق الأبيض قدم أداءً هجوميًا مذهلًا طيلة الموسم، إذ سجّل لاعبوه 94 هدفًا، وكان المهاجم جويل بيروي على رأس قائمة الهدافين برصيد 19 هدفًا، فيما حقق الفريق أكبر فوز في الموسم بنتيجة 7-0 أمام كارديف سيتي، ما عكس القوة التهديفية التي اعتمد عليها فاركه.
ورغم الاعتماد على القدرات الهجومية، فإن ليدز لم يغفل الجانب الدفاعي، إذ أنهى الموسم بحفاظه على نظافة شباكه في 21 مباراة، وسجّل أقل عدد من الأهداف المستقبلة بين فرق المقدمة، في دلالة على الصلابة والانضباط التكتيكي، الذي أرساه المدرب منذ توليه المهمة في يوليو 2023، وكان لحارس المرمى الأساسي دور كبير في تثبيت استقرار الفريق خلال المباريات الحاسمة، ونجح الدفاع في التعامل مع لحظات الضغط بكفاءة عالية، ما ساعد الفريق على حسم اللقب في الأمتار الأخيرة من السباق.
مشجعو ليدز لم ينتظروا طويلًا للاحتفال، حيث شهدت شوارع المدينة احتفالات جماهيرية صاخبة، رفرفت خلالها الأعلام البيضاء والصفراء، وتعالت الهتافات تعبيرًا عن فرحة العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وعبّر اللاعبون والإدارة عن سعادتهم بهذا التتويج، مؤكدين أن الهدف المقبل هو تقديم أداء مشرف في البريميرليغ، والبقاء بين الكبار.
وفي بادرة تعكس طموحات النادي، أعلنت إدارة ليدز عن خطط لتوسعة ملعب "إيلاند رود" ليصل إلى سعة 53,000 متفرج، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحضور الجماهيري وتحقيق عوائد مالية أكبر، استعدادًا للمنافسة على مستوى أعلى في الموسم المقبل، وتشير هذه الخطوة إلى استراتيجية واضحة تهدف إلى ترسيخ النادي في دوري الأضواء لفترة طويلة.
في الجهة المقابلة، يمكن لبيرنلي أن يشعر بالفخر رغم الاكتفاء بالمركز الثاني، حيث أنهى الفريق الموسم برصيد 100 نقطة، وحقق سلسلة استثنائية من 33 مباراة دون هزيمة، ليضمن الصعود إلى البريميرليغ، رغم خسارة اللقب بفارق الأهداف، ويُنظر إلى بيرنلي كمنافس قوي في الموسم المقبل، بعد الأداء المستقر الذي قدمه طوال العام.
ويأمل ليدز يونايتد أن يستثمر هذا الزخم في تقديم موسم ناجح بالبريميرليغ، خاصة مع امتلاكه قاعدة جماهيرية كبيرة، وفريق يتمتع بالخبرة والديناميكية، ومدرب سبق له التألق في مثل هذه المواقف، وإذا نجح الفريق في الحفاظ على استقراره وتدعيم صفوفه خلال الانتقالات الصيفية، فقد لا يكون مجرد ضيف عابر في دوري الأضواء.
