أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الأحد 4 مايو 2025، موافقتها على صفقة بيع صواريخ جو-جو متطورة بقيمة 3.5 مليار دولار للمملكة العربية السعودية، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي السعودي وسط تصاعد التوترات في منطقة الخليج، تضم الصفقة 1000 صاروخ من طراز AIM-120C-8 AMRAAM، وهي صواريخ متوسطة المدى مزودة بتقنيات حديثة لتحسين المدى والتوجيه ومقاومة التشويش الإلكتروني، مما يجعلها فعالة ضد الطائرات المعادية في الأجواء المتنازع عليها، تأتي هذه الصفقة قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة هذا الشهر، حيث من المتوقع الإعلان عن حزمة أسلحة أكبر تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار.
وتتزامن الصفقة مع توترات متصاعدة في المنطقة، حيث تواجه السعودية تهديدات مستمرة من هجمات الطائرات المسيرة التي تشنها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، إلى جانب القلق من برنامج إيران النووي والصراع المستمر في اليمن، وأكدت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية أن هذه الصواريخ ستعزز قدرات السعودية في القتال خارج المدى البصري، خاصة مع أسطولها الجوي الذي يضم مقاتلات F-15SA ويوروفايتر تايفون، كما أشارت تقارير إلى أن الصفقة تعكس التزام واشنطن بدعم حلفائها في الخليج، رغم الانتقادات الدولية المستمرة لدور السعودية في الصراعات الإقليمية.
وقد أثارت الصفقة جدلًا داخل الأوساط الأمريكية، حيث أبدى بعض أعضاء الكونغرس مخاوفهم من استخدام هذه الأسلحة في نزاعات تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، خاصة في ظل السجل السعودي في حرب اليمن، لكن التوقعات تشير إلى أن الصفقة ستمر دون معارضة كبيرة، كما حدث مع صفقات سابقة مماثلة، ومن جانبها، ترى السعودية أن هذه الصواريخ ضرورية للحفاظ على تفوقها الجوي في مواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة مع استمرار التوترات مع إيران التي تسعى لتطوير قدراتها العسكرية.
ويأتي هذا الإعلان في سياق تقارير أخرى عن سعي واشنطن لتعزيز علاقاتها مع الرياض، حيث أفادت مصادر أن ترامب يتوقع تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل "بسرعة كبيرة"، رغم تعليق هذا المسار بعد حرب غزة التي اندلعت في أكتوبر 2023، وتشير التحليلات إلى أن هذه الصفقة قد تكون جزءًا من استراتيجية أمريكية لضمان ولاء السعودية في ظل التقارب المحتمل بين الرياض وبكين، خاصة بعد تعاون عسكري سابق بين السعودية والصين في مجال تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة.
وتُعد هذه الصفقة استمرارًا لشراكة دفاعية طويلة الأمد بين واشنطن والرياض، حيث سبق أن وافقت الولايات المتحدة في مارس الماضي على بيع 2000 نظام صواريخ دقيقة متقدمة (APKWS) للسعودية بقيمة 100 مليون دولار، ومع تصاعد التحديات الأمنية في المنطقة، يبدو أن السعودية تسعى لتطوير قدراتها العسكرية بشكل شامل، سواء عبر استيراد الأسلحة أو توطين تصنيعها بالتعاون مع شركات عالمية مثل Roketsan التركية، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الخطوات على التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط.