ايران مستعدة لنقل اليورانيوم المخصب
إيران تفاجئ العالم بعرض نقل اليورانيوم إلى روسيا أو أميركا وتفتح باباً جديداً للدبلوماسية النووية
كتب بواسطة: رولا نادر |

في خطوة غير متوقعة قد تعيد رسم ملامح المفاوضات النووية مع القوى الكبرى أعلنت إيران استعدادها لنقل جزء من مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دول أخرى بما في ذلك روسيا أو حتى الولايات المتحدة ما يعكس تحولاً ملحوظاً في لهجة طهران تجاه المجتمع الدولي ويثير تساؤلات حول دوافع هذه الخطوة وتوقيتها وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها البلاد.

وجاء هذا الإعلان على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي الذي أشار في تصريحاته إلى أن طهران لا تمانع مناقشة خيارات تشمل نقل اليورانيوم المخصب إلى الخارج ضمن إطار اتفاقات دولية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكداً أن بلاده تسعى إلى بناء جسور ثقة مع المجتمع الدولي إذا تم احترام حقوقها ومصالحها المشروعة مضيفاً أن إيران لم تغلق باب التفاوض بل لا تزال منفتحة على مبادرات بناءة تنهي حالة الجمود وتعيد العمل بالاتفاق النووي لعام 2015.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حرج تمر به العلاقات بين إيران والدول الغربية خصوصاً بعد تقارير أفادت بأن طهران باتت تملك قدرات تقنية تمكنها من تخصيب اليورانيوم بنسبة تقترب من حدود الاستخدام العسكري وهو ما أثار قلقاً عميقاً لدى واشنطن وحلفائها الأوروبيين الذين طالبوا طهران مراراً بالعودة إلى الالتزامات السابقة وخفض مستويات التخصيب مقابل رفع تدريجي للعقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني.

ويرى مراقبون أن عرض إيران بنقل اليورانيوم قد يكون محاولة لكسب الوقت أو لفتح قنوات تفاوضية جديدة خاصة مع تغير الديناميكيات الإقليمية واحتدام الصراع في مناطق عدة منها البحر الأحمر وسوريا ولبنان إذ من المرجح أن تستثمر طهران هذا الطرح في إطار صفقة شاملة تضمن مصالحها الأمنية والاقتصادية وتعزز دورها الإقليمي دون أن تتنازل عن أوراق الضغط الاستراتيجية التي راكمتها على مدار السنوات الماضية.

وفي ظل هذه التطورات ينتظر العالم ردود فعل القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لم تصدر حتى الآن تعليقاً رسمياً على هذا المقترح الإيراني فيما أشار دبلوماسيون غربيون إلى أن أي مبادرة من هذا النوع يجب أن تكون مصحوبة بخطوات عملية وشفافة قابلة للتحقق من قبل جهات دولية محايدة لضمان عدم استخدام هذه الخطوة كغطاء لمواصلة التقدم في البرنامج النووي بعيداً عن الأضواء.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار