أعلنت شركة مايكروسوفت رسميًا إيقاف تطبيق "سكايب" اعتبارًا من 5 مايو 2025، لتنهي بذلك 22 عامًا من خدمة الاتصال عبر الإنترنت التي غيّرت شكل التواصل عبر الحدود، يأتي هذا القرار في إطار جهود الشركة لتركيز مواردها على خدمة "مايكروسوفت تيمز" التي طورتها داخليًا بهدف تبسيط خدماتها وتحسين تجربة المستخدم .
تأسس "سكايب" عام 2003 وسرعان ما أحدث ثورة في عالم الاتصالات بفضل مكالمات الصوت والفيديو التي قدمها، في عام 2011 استحوذت مايكروسوفت على "سكايب" مقابل 8.5 مليار دولار، وكان يُعد حينها من أبرز تطبيقات الاتصال، لكن مع تطور التكنولوجيا وظهور تطبيقات منافسة مثل "زوم" و"واتساب" و"جوجل ميت"، تراجع استخدام "سكايب" بشكل ملحوظ .
أوضحت مايكروسوفت أن مستخدمي "سكايب" الحاليين يمكنهم الانتقال إلى "مايكروسوفت تيمز"، حيث سيتم نقل جهات الاتصال وسجل المحادثات تلقائيًا، كما أكدت الشركة أن بيانات المستخدمين ستظل متاحة حتى يناير 2026 مما يمنحهم الوقت الكافي لتنزيل أو نقل بياناتهم قبل الحذف النهائي .
يُذكر أن "مايكروسوفت تيمز" يوفر العديد من الميزات المشابهة لـ"سكايب" بالإضافة إلى إمكانيات متقدمة مثل إدارة الاجتماعات والتقويمات وبناء المجتمعات، مما يجعله منصة أكثر تكاملًا لتلبية احتياجات المستخدمين في العصر الرقمي الحالي .
بهذا القرار تُسدل مايكروسوفت الستار على أحد أبرز تطبيقات الاتصال في العقدين الماضيين، وتفتح صفحة جديدة في عالم التواصل الرقمي مع "مايكروسوفت تيمز"، الذي يُعد الآن المنصة الرئيسية للتواصل والتعاون عبر الإنترنت.
يمثّل قرار إيقاف "سكايب" نهاية فصل طويل في تاريخ التكنولوجيا الحديثة، فقد كان التطبيق في طليعة أدوات الاتصال الرقمي خلال سنوات انتشاره الأولى، حيث اعتمد عليه ملايين المستخدمين حول العالم لإجراء المكالمات الدولية مجانًا، في وقت كانت فيه تكاليف الاتصال باهظة، وقد ساهم سكايب في تمهيد الطريق لعصر الاتصالات المرئية وأصبح أداة لا غنى عنها لدى العائلات، وفرق العمل عن بُعد، وحتى في قطاع التعليم.
رغم تراجعه في السنوات الأخيرة لصالح تطبيقات أحدث وأكثر تكيفًا مع احتياجات المستخدمين المعاصرة، فإن الإرث الذي تركه سكايب لا يُستهان به، فقد شكّل نقطة تحول في كيفية تواصل الأفراد، وكان من أوائل المنصات التي جعلت من الإنترنت وسيلة يومية للتواصل الشخصي والمهني، كما ألهم العديد من مطوري البرمجيات لتطوير منصات مماثلة أكثر تطورًا.
في الوقت الذي تستعد فيه مايكروسوفت لوداع سكايب، تعهدت الشركة بمواصلة الاستثمار في تطوير "مايكروسوفت تيمز" ليكون منصة شاملة تستوعب المستخدمين من جميع الفئات، ومن المتوقع أن تتوسع قدراته لتشمل ميزات جديدة تسهّل الاجتماعات الافتراضية، وتدعم الاستخدام الشخصي إلى جانب المهني، مما يعزز مكانته كمنصة اتصال رائدة في السنوات القادمة.