في خطوة تشير إلى توجه جديد قد يتبناه البيت الأبيض في الفترة المقبلة، أفادت تقارير إعلامية أن مسؤولين أميركيين قاموا بإعداد مجموعة من الخيارات المقترحة للرئيس السابق دونالد ترامب بهدف تعزيز الضغوط الاقتصادية المفروضة على روسيا، وتأتي هذه التحركات وسط تنامي التوترات الجيوسياسية واستمرار النزاع الروسي الأوكراني، الأمر الذي يدفع واشنطن إلى التفكير في أدوات جديدة لاحتواء النفوذ الروسي المتزايد في مناطق مختلفة من العالم
التقرير الذي تداولته وسائل إعلام أميركية يشير إلى أن الخيارات المقدمة تشمل تشديد العقوبات المالية وتوسيع قائمة الكيانات والأفراد المستهدفين، إضافة إلى فرض قيود أكثر حدة على صادرات التكنولوجيا المتقدمة إلى موسكو، وتهدف هذه الإجراءات إلى إضعاف القدرات الاقتصادية والعسكرية الروسية من خلال استهداف القطاعات الاستراتيجية التي تعتمد على التقنيات الغربية الحديثة والتي تشكّل نقطة ضعف ضمن البنية الاقتصادية الروسية
وتأتي هذه المقترحات في وقت تزداد فيه الدعوات داخل الأوساط السياسية الأميركية لمواصلة الضغط على روسيا وعدم التراخي في التعامل مع سياساتها الخارجية التي تُوصف بالعدوانية، إذ يرى عدد من النواب الجمهوريين والديمقراطيين أن العقوبات السابقة لم تكن كافية لتحقيق تأثير رادع على الكرملين، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا ودعمها لتحالفات مناهضة للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية
الخيارات المطروحة لم تقتصر على الإجراءات الاقتصادية فقط، بل تضمنت أيضاً مراجعة الدعم الأميركي للدول المجاورة لروسيا وتعزيز وجود قوات الناتو في أوروبا الشرقية، وهو ما قد يشكل نقطة تصعيد جديدة إذا ما تم تبنيه، كما أن هذه التوصيات جاءت في ظل استعدادات الحزب الجمهوري للانتخابات المقبلة ومحاولة ترامب تأكيد موقفه الحازم تجاه روسيا وهو موقف لاقى دعماً داخل قاعدة ناخبيه المحافظين
ومن المتوقع أن تُعرض هذه التوصيات على الرئيس ترامب في حال عودته الرسمية للمشهد السياسي أو في إطار مشاورات داخل الحزب الجمهوري لوضع استراتيجية متكاملة للتعامل مع التهديدات الخارجية، وتشير مصادر مطلعة إلى أن ترامب، الذي تبنى في السابق نهجاً مزدوجاً تجاه موسكو، قد يجد في هذه الخطة فرصة لإعادة تأكيد التزامه بسياسة "أميركا أولاً" من خلال ضرب المصالح الروسية دون الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة
هل ترغب في متابعة التحليلات السياسية حول تداعيات هذه الخيارات؟