غارات إسرائيلية على مطار صنعاء
عاجل: غارات إسرائيلية مكثفة على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي بعد تحذير مسبق
كتب بواسطة: حسن بكري |

في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنت الطائرات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي العسكرية شمال العاصمة اليمنية، وذلك بعد ساعات فقط من إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارًا علنيًا طالب فيه جميع المتواجدين في محيط المطار بإخلاء المنطقة فورًا حفاظًا على سلامتهم، في خطوة تمهيدية لعملية عسكرية واسعة النطاق.

وأكدت القناة 14 الإسرائيلية أن الهجوم بدأ فجر اليوم واستهدف مطار صنعاء مباشرة، فيما تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تنفيذ ما لا يقل عن 15 غارة جوية حتى الآن، تركزت جميعها على المطار ومرافق عسكرية مجاورة. وتزامن القصف مع توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى غرفة العمليات بوزارة الدفاع لمتابعة العملية العسكرية التي وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في غزة.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد نشر على حسابه في منصة "إكس" صورة ملتقطة بالأقمار الصناعية لمطار صنعاء، داعيًا السكان إلى مغادرة المنطقة بشكل فوري، محذرًا من أن "عدم الإخلاء يعرض حياتهم للخطر". وأكدت مصادر إسرائيلية أن الضربة تم التحضير لها بدقة، وقد تُنفذ من البحر أو الجو، ضمن استراتيجية الردع الإسرائيلي الجديدة ضد تهديدات جماعة الحوثي.

وجاءت هذه الغارات الإسرائيلية بعد يومين فقط من إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا سقط قرب مطار بن غوريون في تل أبيب، في حادثة هزت الداخل الإسرائيلي، خصوصًا بعد فشل الدفاعات الجوية في اعتراضه. وأعقب الهجوم الحوثي تنفيذ الجيش الإسرائيلي سلسلة ضربات استهدفت ميناء الحديدة ومصنع إسمنت في باجل بمحافظة الحديدة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 39 آخرين، بحسب بيانات صادرة عن السلطات الصحية التابعة للحوثيين.

وأكدت جماعة الحوثي أن الضربات الإسرائيلية لن تمر دون رد، مشيرة إلى أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد إسرائيل ومصالحها البحرية، بما في ذلك استهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر. وقد بدأت هذه العمليات منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث أعلنت الجماعة تضامنها مع حماس، وشنّت عدة هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية وملاحية.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تتصاعد وتيرة التوتر في المنطقة، لا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة أنها ومنذ 15 مارس نفذت أكثر من ألف ضربة جوية ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن حملة ردع واسعة تهدف إلى حماية الملاحة البحرية الدولية. وكان الحوثيون قد أكدوا بدورهم استهداف حاملة طائرات أميركية أكثر من مرة في البحر الأحمر، في تحدٍ مباشر للتحالف الغربي.

ويرى محللون أن الغارات الإسرائيلية على صنعاء تمثّل تحوّلًا خطيرًا في قواعد الاشتباك، وتنذر بتوسّع دائرة الصراع خارج غزة، خاصة مع تصاعد التنسيق بين القوى المعادية لإسرائيل من اليمن إلى لبنان وسوريا، ما قد يفتح فصلًا جديدًا في الحرب الإقليمية المتعددة الجبهات.