حذر فريق من الباحثين في مجالات الصحة والبيئة من مخاطر صحية غير متوقعة قد تنجم عن عادة يومية يمارسها الكثيرون دون انتباه وهي الاحتفاظ بإيصالات الدفع الورقية حيث كشف تقرير علمي حديث أن هذه الإيصالات قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة قد تنتقل إلى الجسم بسهولة عبر ملامستها للجلد خاصة عند تكرار التعامل معها أو حفظها لفترات طويلة في المحافظ والجيوب.
وأشار الخبراء إلى أن المادة الرئيسية التي تشكل مصدر القلق هي "البيسفينول أ" المعروفة اختصارًا بـ BPA وهي مادة كيميائية تستخدم في طباعة الإيصالات الحرارية وتُعد من المكونات التي تؤثر على نظام الغدد الصماء في الجسم حيث ترتبط بتغيرات هرمونية واضطرابات صحية قد تشمل ضعف الخصوبة وخللاً في نمو الجنين واضطرابات في الغدة الدرقية بل وقد تساهم في زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان بحسب ما أكدته دراسات متعددة في السنوات الأخيرة.
وأضاف التقرير أن بعض الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يتعاملون يوميًا مع الإيصالات مثل العاملين في المتاجر ومحطات الوقود والمطاعم معرضون لمعدلات أعلى من BPA في أجسامهم مقارنةً ببقية السكان وهو ما يدعو إلى القلق خاصة أن امتصاص هذه المادة لا يتطلب تناولها عبر الفم بل يكفي مجرد ملامستها لسطح الجلد ما يجعل خطرها غير مرئي ولكن دائم التأثير على المدى البعيد.
ولتقليل هذا الخطر ينصح الباحثون بعدم الاحتفاظ بالإيصالات الورقية بعد الدفع إلا عند الضرورة وعدم لمسها بشكل مباشر قدر الإمكان كما يُفضل غسل اليدين جيدًا بعد التعامل معها وعدم إعطائها للأطفال أو تركها في أماكن مفتوحة في المنزل مثل الطاولات والمطابخ كما دعا التقرير إلى التوجه نحو الإيصالات الإلكترونية كخيار بديل وأكثر أمانًا مع التشديد على ضرورة التوعية العامة بهذه المسألة التي لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم أبعادها الصحية الخطيرة.
ويأتي هذا التحذير ضمن سلسلة من الدراسات التي تسلط الضوء على المخاطر الكامنة في ممارسات يومية تبدو للوهلة الأولى غير ضارة ولكنها تحمل في طياتها آثارًا صحية قد تتراكم بمرور الوقت لذلك فإن إعادة النظر في مثل هذه العادات واتباع الإرشادات الوقائية يمكن أن يكون له أثر كبير في الوقاية من أمراض مزمنة وتحسين جودة الحياة للأفراد على المدى البعيد.
