جيسوس
انتقال المدرب البرتغالي جيسوس من الهلال إلى النصر يثير جدلاً واسعًا
كتب بواسطة: تميم بدر |

قررت إدارة نادي الهلال إسدال الستار على حقبة المدرب البرتغالي جورج جيسوس، بعد 22 شهرًا من قيادته للفريق، في واحدة من أكثر الفترات إثارة للجدل في تاريخ الزعيم، حيث توج خلالها بالثلاثية المحلية، وحقق رقمًا قياسيًا عالميًا، قبل أن تنتهي رحلته بشكل مفاجئ ومُحبط للجماهير، مع تراجع ملحوظ في النتائج خلال الموسم الحالي.

جيسوس، الذي عاد للهلال في ولايته الثانية، قاد الفريق خلال موسمي 2023-2024 و2024-2025، ونجح في ترك بصمته على المستوى المحلي، حيث حصد دوري روشن السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى كأس الدرعية للسوبر السعودي، خلال الموسم الأول، وهو ما أكسبه شعبية واسعة بين أنصار النادي، خاصة بعد دخوله موسوعة "جينيس" بتسجيل 34 انتصارًا متتاليًا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ كرة القدم العالمية.

وقد واجه الفريق انتكاسات مؤلمة، بدأت بخسائر متتالية أمام كبار الدوري، مثل الأهلي والاتحاد والنصر، إضافة إلى القادسية، في مفاجأة مدوية هزّت ثقة الإدارة في قدرة جيسوس على تصحيح المسار، ومع توديع كأس الملك من دور الثمانية، وخروج مرير من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة على يد الأهلي، اتخذت الإدارة القرار الصعب بإنهاء العلاقة مع المدرب البرتغالي، رغم تاريخه اللافت خلال الموسم السابق.

كما أن رحيل جيسوس لم يكن مجرد نهاية لمسيرة تدريبية ناجحة، بل فتح الباب على مصراعيه أمام التكهنات، أبرزها الحديث عن إمكانية انتقاله إلى الغريم التقليدي، نادي النصر، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، وفي هذا الإطار، تناول برنامج "أكشن مع وليد" الموضوع، وطرح على الناقد الرياضي هاني الداود سؤالًا مباشرًا حول هذا الاحتمال، الداود لم يتردد في الإشادة بجيسوس، مؤكدًا أنه مدرب كبير يمتلك من الفكر والأسلوب ما يؤهله لقيادة أي فريق نحو القمة، مضيفًا: "إذا استطاع فرض وجهة نظره التكتيكية داخل الملعب، فأنا أطالب به بشدة لتولي مسؤولية النصر".

لكن هذا الرأي لم يكن محل إجماع، إذ جاء رد الإعلامي محمد الشيخ أكثر تحفظًا، مشيرًا إلى أن جيسوس رغم قدراته، لن ينجح في بيئة النصر الحالية، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في كون الفريق لا يمنح المدربين المساحة الكافية لبناء الهوية والأسلوب المناسب، بل يفرض أسلوبًا يرتكز على تلبية احتياجات نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو، واعتبر الشيخ أن المدرب البرتغالي بحاجة إلى حرية في اختيار اللاعبين وتحديد النهج الفني، وهو ما قد لا يجده في النصر، مستشهدًا بفشل ثلاثة مدربين سابقين، هم رودي جارسيا، لويس كاسترو، وستيفانو بيولي، رغم ما يتمتعون به من خبرة ونجاح في تجاربهم السابقة.

كما يبدو أن النصر والهلال يشتركان حاليًا في أكثر من مجرد التنافس الكلاسيكي، فالفريقان تلقيا ضربة موجعة بخروجهما من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، إذ خسر الهلال أمام الأهلي بنتيجة (1-3)، بينما سقط النصر أمام كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة (2-3)، ليودّعا البطولة التي توّج بها الأهلي في نهاية المطاف، مُضيفًا إنجازًا غير مسبوق إلى سجل الكرة السعودية.

الشارع الرياضي يعيش الآن مرحلة تساؤل وترقب، ما بين من يرى أن رحيل جيسوس كان ضروريًا لتصحيح المسار، ومن يعتقد أنه ضحية لموسم استثنائي وقرارات إدارية متسرعة، كما يراقب الجميع بفضول الخطوة التالية لهذا المدرب المخضرم، الذي يبقى رقماً صعبًا في معادلة التدريب في الشرق الأوسط، سواء واصل تجربته في السعودية عبر بوابة النصر أو اختار خوض تحدٍ جديد في مكان آخر.