تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – اتصالاً هاتفيًا، اليوم، من دولة رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق السيد محمد شياع السوداني، في إطار استمرار التنسيق والتشاور بين قيادتي البلدين الشقيقين حول القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الاتصال، تم تبادل التهاني والتمنيات الأخوية، كما جرى استعراض شامل لمجمل العلاقات السعودية - العراقية، وما تشهده من تطور مستمر ونمو متسارع على مختلف الأصعدة، في ظل توجيهات قيادتي البلدين الرامية إلى بناء شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي ورفاهية الشعبين الشقيقين.
وأكد الجانبان خلال الاتصال على عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق، وعلى أهمية العمل المشترك لتطوير أوجه التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية، فضلًا عن دعم مبادرات التكامل الإقليمي التي تسهم في بناء مستقبل مزدهر للمنطقة.
وأشاد دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي بالعلاقات المتينة التي تربط بغداد بالرياض، منوهًا بالدور الإيجابي الذي تضطلع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة، والدفع باتجاه تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.
من جهته، أعرب سمو ولي العهد عن تقديره لما تبذله الحكومة العراقية من جهود في سبيل تعزيز التعاون الثنائي، مؤكدًا حرص المملكة على استمرار الدعم والمساندة لكل ما يخدم مصالح العراق وشعبه، ويعزز أمنه وسيادته ووحدته الوطنية.
كما تم خلال الاتصال التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، حيث تم التأكيد على أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، والعمل على ترسيخ مبادئ الحوار والحلول السلمية، بما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
ويأتي هذا الاتصال في سياق التواصل المستمر بين القيادتين في المملكة والعراق، بما يعكس مستوى التنسيق العالي الذي تشهده العلاقات الثنائية، خاصة في ضوء التفاهمات التي انبثقت عن اللقاءات والزيارات الرسمية المتبادلة بين الجانبين في السنوات الأخيرة، والتي أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، شملت مجالات متعددة من بينها الطاقة، والتجارة، والاستثمار، والتعاون الأمني، والمجال الصحي، والتعليم، والثقافة.
وفي هذا الإطار، أكد سمو ولي العهد أهمية البناء على ما تم تحقيقه من إنجازات خلال اجتماعات مجلس التنسيق السعودي - العراقي، باعتباره منصة محورية لتفعيل المشاريع المشتركة ومتابعة تنفيذ المبادرات الثنائية، لاسيما تلك المتعلقة بتطوير المنافذ الحدودية، وتوسيع الاستثمارات، وتعزيز التبادل التجاري، بما يخدم مصالح البلدين ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
ويُنظر إلى العلاقات السعودية - العراقية باعتبارها أحد الركائز الأساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لما تتمتع به الدولتان من ثقل سياسي واقتصادي، ولما يجمعهما من روابط دينية وجغرافية واجتماعية وثقافية متجذرة، كما يُعوَّل على هذه العلاقة في الدفع نحو مشاريع إقليمية طموحة تعزز التنمية المستدامة، وتواجه التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق حققتا خلال الأعوام الماضية تقدمًا ملحوظًا في مسار التعاون الثنائي، حيث أعيد افتتاح معبر "جديدة عرعر" الحدودي، وتم إطلاق عدد من المشاريع الاستثمارية المشتركة، إلى جانب تبادل الوفود الاقتصادية والتجارية، وتكثيف التنسيق في الملفات الأمنية ومكافحة الإرهاب، في إطار حرص البلدين على بناء علاقة نموذجية تخدم تطلعات قيادتيهما وشعبيهما.
ويؤكد هذا الاتصال بين سمو ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي استمرار نهج التنسيق العالي والمستمر بين القيادتين، ويعكس حرص الجانبين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، وتوسيع مجالات التعاون بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة في البلدين والمنطقة بأسرها.