الهلال
الشلهوب يتحدى الضغوط ويعيد الانضباط لجهاز الهلال الفني
كتب بواسطة: محمد مكاوي |

لم يمر الكثير على إعلان نادي الهلال تعيين محمد الشلهوب مدربًا للفريق الأول خلفًا للبرتغالي جورج جيسوس، حتى بدأت دوامة من الجدل تحيط بالقرار، وتحديدًا ما يتعلق بـ"قانونية" توليه المهمة الفنية، في ظل الشروط التنظيمية التي تفرضها رابطة دوري روشن للمحترفين، ورغم الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الشلهوب داخل أوساط الهلاليين، واعتباره أحد أساطير النادي، فإن منصبه الجديد لم يكن بمنأى عن التشكيك، خاصة من بعض الأصوات الإعلامية التي تساءلت عن مؤهلاته التدريبية الرسمية.

وقرار الهلال بإسناد المهمة إلى الشلهوب جاء بعد أيام من الخروج المرير من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، على يد الأهلي، وهو ما دفع إدارة النادي إلى إقالة جيسوس والبدء في مرحلة انتقالية تقود الفريق فيما تبقى من مباريات دوري روشن السعودي، بانتظار التعاقد مع مدرب عالمي جديد، يُفترض أن يقود الزعيم في كأس العالم للأندية 2025، وجاء اختيار الشلهوب لما يحمله من تاريخ طويل مع النادي، إضافة إلى تدرجه في العمل الفني مع فرق الفئات السنية، وخاصة فريق تحت 17 عامًا، الذي أظهر معه تطورًا واضحًا في أساليب اللعب والانضباط.

لكن الإعلان عن توليه القيادة الفنية للفريق الأول فتح بابًا واسعًا للجدل، خاصة فيما يتعلق بحصوله على رخصة التدريب المحترفة "برو"، وهي الشرط الأساسي لتدريب فرق دوري روشن، وفي الوقت الذي أكد فيه الإعلامي معن القويعي عبر برنامج "نادينا" أن الشلهوب لا يمتلك تلك الرخصة، ما يجعل تعيينه مخالفًا للوائح، خرج مقدم البرنامج عبد الرحمن الحميدي ليرد بشكل قاطع بأن الشلهوب حصل بالفعل على رخصة "برو" هذا العام، ما يقطع الطريق أمام أي تشكيك قانوني بمشروعية تعيينه.

وبعيدًا عن هذا السجال الإعلامي، باشر الشلهوب مهمته فعليًا داخل أسوار النادي، واتخذ عدة قرارات إدارية وفنية تؤكد رغبته في وضع بصمته الخاصة، رغم أن فترة عمله قد لا تتجاوز الأسابيع القليلة، أولى خطواته كانت إعادة المعدّ البدني التشيلي ألفارو فيليب، الذي سبق له العمل في فترتي الأرجنتيني رامون دياز والأوروغوياني خوان براون، لما يحمله من خبرة وتجربة مع الفريق، كما قرر الشلهوب تعيين عبد العزيز الدوسري مدربًا للياقة البدنية، والاستعانة بالبرتغالي خوسيه موريرا لتدريب حراس المرمى، إلى جانب مواطنه نونو رومانو، الذي أوكلت إليه مهام صالة الإعداد البدني وتأهيل اللاعبين.

وفي إطار استكمال جهازه الفني، استقر الشلهوب على أحد مساعديه الذين عملوا معه في فريق تحت 17 عامًا، ليكون ذراعه اليمنى في هذه المرحلة، مع التوجه لجلب محلل تقني أجنبي لدعم الفريق بالبيانات الفنية والإحصاءات المتقدمة، ويواصل اختصاصي التغذية البرتغالي جواو أوليفيرا عمله مع الفريق، ما يضمن استمرار الجانب البدني والغذائي على ذات الوتيرة من الانضباط.

الشارع الهلالي، رغم الانقسام الحاصل بين مشكك وداعم، يُجمع على أن المرحلة الحالية تتطلب التكاتف والهدوء، خصوصًا أن الفريق مقبل على تحديات حاسمة، أبرزها حسم المركز النهائي في دوري روشن، والتحضير للمشاركة التاريخية في كأس العالم للأندية، التي تقام على أرض المملكة، ويأمل الكثيرون أن يكون الشلهوب قادرًا على قيادة الهلال بثبات خلال هذه الفترة الانتقالية، وربما تحقيق نتائج إيجابية تعزز من مكانته كخيار مستقبلي مطروح في مجال التدريب.

ومع تصاعد وتيرة الترقب حول هوية المدرب العالمي الجديد الذي سيتولى قيادة الفريق لاحقًا، يبقى الشلهوب أمام فرصة ذهبية لإثبات جدارته الفنية، لا سيما أن خلفيته كلاعب أسطوري تمنحه ثقة اللاعبين والجماهير، وهو ما قد يساهم في تهيئة أجواء مثالية داخل الفريق، تعيد التوازن بعد نكسة آسيا، كل الأنظار الآن تتجه صوب الهلال ومدربه المؤقت، حيث لا مجال للخطأ ولا وقت للتجارب، بل مرحلة اختبار حقيقية لقدرة الشلهوب على ترجمة إرثه الكروي إلى نجاح فني ملموس.