الخطوط اليمنية تصدر توجيهات عاجلة للمسافرين من الأردن
تعثر الرحلات الجوية إلى صنعاء: الخطوط اليمنية تصدر توجيهات عاجلة للمسافرين من الأردن
كتب بواسطة: رانية كريم |

في تطور مفاجئ يشير إلى استمرار التحديات التي تواجه حركة الملاحة الجوية في اليمن، أصدرت شركة الخطوط الجوية اليمنية توجيهات عاجلة لمكتبها في العاصمة الأردنية عمان، تتعلق برحلاتها المتجهة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، وشملت التوجيهات اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الوضع الطارئ، وتقديم حلول إنسانية وتنظيمية للمسافرين العالقين.

وبحسب بيان صادر عن المكتب الرئيسي للشركة في عدن، فإن هذه التعليمات جاءت على خلفية تعذر استكمال الرحلات الجوية من الأردن إلى صنعاء، نتيجة "ظروف خارجة عن إرادة الشركة"، دون أن توضح بشكل مباشر ماهية هذه الظروف، وقد أشارت مصادر مطلعة في قطاع الطيران إلى أن الإغلاق المؤقت للمجال الجوي، أو المستجدات الأمنية والسياسية، قد تكون ضمن الأسباب المحتملة لتعليق هذه الرحلات.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة وتخفيف آثارها على الركاب، أقدمت الخطوط الجوية اليمنية على تنفيذ حزمة من الإجراءات الإنسانية والتنظيمية العاجلة، وتتمثل أبرز هذه الخطوات في توفير الإقامة المجانية للمسافرين المتجهين إلى صنعاء في أحد فنادق عمان، وذلك لحين استكمال الترتيبات اللازمة لاستئناف الرحلات أو إيجاد بدائل مناسبة، كما أتاحت الشركة للمسافرين خيار تغيير وجهتهم إلى عدن بدلاً من صنعاء، دون فرض أي رسوم إضافية أو غرامات، في خطوة تهدف إلى منح الركاب مرونة أكبر في ظل تعقيدات المشهد الراهن.

وقال مسؤول في مكتب الشركة بعمان – فضّل عدم الكشف عن اسمه – إن "هذه القرارات تأتي ضمن حرص الخطوط الجوية اليمنية على المحافظة على سمعتها وثقة عملائها، وضمان سلامة وراحة الركاب في المقام الأول"، وأضاف أن المكتب بدأ منذ لحظة تلقي التوجيهات بتنفيذ الإجراءات فعلياً، حيث تم نقل المسافرين إلى الفندق وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم.

ومن جهتهم، عبّر عدد من المسافرين العالقين في عمان عن ارتياحهم تجاه تدخل الشركة وتحملها نفقات الإقامة، لكنهم في الوقت نفسه أبدوا قلقهم من غموض الوضع وعدم وضوح موعد استئناف الرحلات إلى صنعاء، وقال أحد الركاب، وهو رب أسرة كان في طريقه لزيارة أقاربه في العاصمة اليمنية: "نقدّر ما قامت به الشركة، ولكننا نأمل في الحصول على معلومات دقيقة عن موعد السفر، خاصة أن ظروفنا لا تحتمل الكثير من الانتظار"، وتعد الرحلات بين عمان وصنعاء من أهم خطوط الطيران التي تعتمد عليها الجالية اليمنية في الأردن، وكذلك المرضى اليمنيون الذين يتلقون العلاج في المملكة، فضلًا عن الطلبة والمقيمين الراغبين في زيارة ذويهم، ويؤدي توقف هذه الرحلات إلى آثار مباشرة على آلاف العائلات اليمنية.

وتعاني حركة الطيران في اليمن منذ اندلاع النزاع عام 2015 من قيود شديدة، حيث أُغلقت معظم المطارات اليمنية أمام الرحلات التجارية، واقتصر التشغيل الجوي على بعض الرحلات الإنسانية أو الاستثنائية، وتُعد الخطوط الجوية اليمنية الناقل الجوي الرسمي الوحيد الذي ما زال يسيّر رحلات محدودة من مطارات مثل عدن وسيئون إلى عدد من الوجهات الخارجية، أبرزها القاهرة، عمان، وجدة.

أما مطار صنعاء الدولي، فيخضع لقيود تشغيل صارمة نتيجة النزاع، حيث توقفت الرحلات التجارية منه وإليه لسنوات، قبل أن تُستأنف بشكل محدود في بعض الفترات بناءً على تفاهمات أممية مؤقتة، وفي كل مرة يحدث فيها تطور ميداني أو سياسي، تتعرض هذه الرحلات لخطر التعليق مجدداً، ما يضع شركات الطيران – والركاب – في مأزق دائم.

وبينما لم تُصدر الجهات الرسمية اليمنية أو الأردنية توضيحات بشأن طبيعة "الظروف الطارئة" التي تسببت في هذا التعليق المفاجئ، فإن مصادر متابعة لملف الطيران اليمني ترجّح أن تكون هناك مفاوضات جارية لإعادة تشغيل الخط مجدداً في أقرب وقت ممكن، وتشير هذه المصادر إلى أن الشركة تتعاون مع الجهات الدولية والإقليمية المعنية من أجل إيجاد حل دائم ومستقر للملاحة الجوية بين عمان وصنعاء.

وفي سياق متصل، دعت الخطوط اليمنية كافة المسافرين المتضررين إلى التواصل مع مكاتبها في عمان وعدن للحصول على مزيد من المعلومات وتحديثات الرحلات، مؤكدة التزامها الكامل بالوقوف إلى جانب ركابها في جميع الظروف، وتعكس هذه الحادثة مدى التعقيد الذي يواجهه قطاع الطيران اليمني في ظل الوضع السياسي والأمني غير المستقر.

ورغم القيود والإشكاليات، تُظهر شركة الخطوط الجوية اليمنية مرونة متزايدة في التعامل مع الأزمات، حيث تسعى للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمة، وتقديم حلول إنسانية تساهم في تخفيف معاناة المسافرين، ويبقى مستقبل الرحلات الجوية إلى صنعاء رهناً بمستجدات الساحة اليمنية، ومدى قدرة الجهات المعنية على التوصل إلى تفاهمات تضمن حرية وسلامة الملاحة الجوية في البلاد.