الغيامة يطالب بزيادة مقاعد دوري روشن في آسيا
الغيامة يطالب بزيادة مقاعد دوري روشن في آسيا: مشاركة الهلال والنصر في بطولة ثانية "إهانة"
كتب بواسطة: محمد اسعد |

في تصريحات أثارت تفاعلاً واسعاً في الأوساط الرياضية السعودية والآسيوية، طالب الناقد الرياضي عبدالعزيز الغيامة بزيادة عدد المقاعد المخصصة لأندية دوري روشن السعودي في البطولات الآسيوية، مشدداً على أن الوضع الحالي لا يعكس القيمة الحقيقية للدوري السعودي، ولا يتناسب مع المستويات الفنية والاحترافية التي باتت تُميّز البطولة المحلية، وأكد الغيامة خلال مداخلة إعلامية أن أندية بحجم الهلال والنصر لا ينبغي أن تشارك في النسخة الثانية من دوري أبطال آسيا – المعروفة باسم "دوري أبطال آسيا 2" – معتبراً أن ذلك يُعد "إهانة لتاريخ هذه الأندية ومكانتها القارية"، وأضاف: "من غير المنطقي أن نرى فرقاً تُمثّل واجهة الكرة السعودية والآسيوية تُزجّ في بطولة لا تليق بمكانتها، نحن نتحدث عن أندية صنعت التاريخ، وخلقت جماهيرية عالمية".

وأوضح الغيامة أن الدوري السعودي يستحق خمسة مقاعد في البطولات الآسيوية، منها أربعة مقاعد مباشرة في بطولة النخبة، نظراً لما وصفه بـ"الطفرة النوعية" التي يعيشها دوري روشن على مستوى الأداء الفني، والاستقطابات العالمية، والبنية التحتية، والدعم الحكومي غير المسبوق للرياضة في المملكة، واستند الغيامة في طرحه إلى مجموعة من المؤشرات، أبرزها تزايد التنافسية في الدوري، وارتفاع القيمة السوقية للفرق، والنجاحات التي حققتها الأندية السعودية مؤخراً في المسابقات القارية، فضلاً عن التعاقدات الكبرى التي أبرمتها الأندية مع نجوم عالميين خلال العامين الأخيرين، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، كريم بنزيمة، نيمار، ونجولو كانتي، وغيرهم.

وأشار إلى أن هذه التغييرات لم تكن شكلية، بل انعكست فعلياً على مستوى الأداء داخل الملعب، وعلى مؤشرات الحضور الجماهيري، ومعدلات المشاهدة التلفزيونية محلياً وعالمياً، وهو ما يجعل من الظلم، بحسب تعبيره، أن تستمر المشاركة الآسيوية للأندية السعودية بنفس المعايير السابقة، ومن المعروف أن المملكة العربية السعودية وضعت ضمن رؤيتها 2030 خطة طموحة لتطوير القطاع الرياضي، من خلال زيادة الاستثمار، ودعم الخصخصة، وجلب الكفاءات الإدارية والفنية، إلى جانب دعم الأندية للتوقيع مع نجوم الصف الأول عالمياً، في مسعى لتحويل الدوري السعودي إلى أحد أقوى عشر دوريات في العالم.

وقد بدأت ملامح هذا التحول تظهر بوضوح، إذ تصدّر دوري روشن السعودي قوائم الأعلى نمواً في القيمة السوقية، كما حظي باهتمام إعلامي كبير على مستوى العالم، في ظل زخم النجوم المشاركين والمباريات المثيرة التي باتت تجذب ملايين المتابعين، وفي السياق ذاته، أشار الغيامة إلى الفجوة الفنية الواضحة بين دوري روشن السعودي والدوريات الآسيوية الأخرى، قائلاً: "في الوقت الذي يضم فيه الدوري السعودي لاعبين ومدربين بمستوى عالمي، لا تزال بعض الدوريات الآسيوية تعتمد على لاعبين محليين بقدرات محدودة، وهذا يجعل المقارنة ظالمة حين يتم توزيع المقاعد بناءً على معايير تقليدية لا تعكس الواقع".

وأضاف: "نحن لا نطلب ميزة تفضيلية، بل نطالب بالعدالة، من غير المعقول أن يُنظر إلى الدوري السعودي بنفس النظرة التي كانت سائدة قبل خمس سنوات، الأمور تغيّرت، وعلى الاتحاد الآسيوي أن يُدرك حجم هذا التغيّر"، ووفقاً لنظام الاتحاد الآسيوي الجديد، تم تقسيم البطولات القارية إلى مستويين: دوري أبطال آسيا للنخبة، ودوري أبطال آسيا 2، مع توزيع المقاعد بناءً على تصنيف كل دوري محلي بناءً على نتائج أنديته في المسابقات القارية خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الاستقرار المالي، ومعايير التراخيص، وعدد المشاركين في الدوري المحلي.

ومع أن هذا النظام يهدف إلى رفع مستوى المنافسة وتكافؤ الفرص، إلا أن العديد من الأصوات باتت تطالب بإعادة النظر في آلية توزيع المقاعد، خصوصاً في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها بعض الدوريات، وعلى رأسها دوري روشن السعودي، وتصريحات الغيامة، وإن بدت حادة للبعض، فإنها تعكس إحساساً متنامياً داخل الوسط الرياضي السعودي بأن الوقت قد حان لتحديث نظرة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى الدوري السعودي، ومراعاة مستواه الحالي، بدلاً من الاعتماد على بيانات ماضية قد لا تعبّر عن الواقع.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل يستجيب الاتحاد الآسيوي لهذه الدعوات؟ وهل نشهد قريباً زيادة في عدد مقاعد الأندية السعودية في البطولة القارية؟ أم أن على الأندية الاستمرار في تحقيق الإنجازات لإقناع الاتحاد القاري بجدارة الدوري السعودي بالتمثيل الأكبر؟