فيلم
رغم تراجع إيراداته في مصر: فيلم "استنساخ" يقتحم صالات السينما في السعودية بهذا الموعد
كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في خطوة جديدة نحو توسيع نطاق العرض الإقليمي، تستعد صالات السينما السعودية لاستقبال فيلم "استنساخ" بطولة الفنان المصري سامح حسين، بدءاً من يوم الخميس 8 مايو الجاري، في أول عرض سينمائي رسمي له بالمملكة، رغم أدائه الضعيف في دور العرض المصرية، حيث لم يتمكن من تحقيق أكثر من 3 ملايين جنيه مصري منذ طرحه قبل نحو شهر، وأثار الفيلم الذي أعاد سامح حسين إلى الساحة السينمائية بعد غياب دام لأكثر من خمس سنوات منذ آخر أعماله "عيش حياتك" (2019)، الكثير من علامات الاستفهام بشأن إمكانية نجاحه في السوق السعودية، خاصة في ظل التراجع الكبير في إيراداته داخل السوق المصرية، حيث لم يتجاوز دخله حاجز الـ222 ألف ريال سعودي.

ومع ذلك، يعوّل صنّاع الفيلم على تنامي سوق السينما السعودية واتساع رقعتها، فضلاً عن شغف الجمهور السعودي بمضامين الأفلام الجديدة والتجارب السينمائية المختلفة، خصوصاً تلك التي تمزج بين الإثارة والخيال العلمي، مثل "استنساخ"، الذي يُقدَّم في قالب تشويقي يدور حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمعات البشرية، وتدور أحداث الفيلم حول مغامرة نفسية وتقنية مشوّقة، إذ يستعرض العمل تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية ومستقبل البشرية، من خلال قصة يكتنفها الغموض والإثارة، العمل من تأليف وإخراج عبدالرحمن محمد، ويشارك في بطولته إلى جانب سامح حسين كل من: هبة مجدي، محمد عز، هاجر الشرنوبي، أحمد صيام، وأحمد السلكاوي، إضافة إلى مجموعة من الوجوه الشابة.

ويعتمد الفيلم على سرد درامي يعتمد الخيال العلمي قاعدة أساسية له، ويتناول أسئلة فلسفية عن الهوية، والتطور التكنولوجي، والتحديات الأخلاقية التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة، ما يجعله تجربة مختلفة في السياق العام للأفلام المصرية التقليدية، ويأتي عرض "استنساخ" في السعودية في وقت تشهد فيه صالات العرض بالمملكة نشاطاً ملحوظاً للأفلام المصرية، حيث يعرض حالياً ثلاثة أفلام مصرية أخرى، وهي: "سيكو سيكو"، "نجوم الساحل"، و"الصفا الثانوية بنات".

ويبدو لافتاً أن صدارة هذه الأفلام في شباك التذاكر السعودي يتزعمها فيلم "سيكو سيكو"، الذي تمكن من تحقيق نحو 5 ملايين ريال سعودي بعد أسبوعين فقط من عرضه، بواقع 90،7 ألف تذكرة مباعة، الفيلم ينتمي إلى نوعية الأفلام الشبابية المشبعة بالكوميديا والتشويق، وهو من بطولة عصام عمر وطه دسوقي، ويشاركهما البطولة عدد من الأسماء اللامعة مثل باسم سمرة وخالد الصاوي وتارا عماد، ويدور العمل حول ورطة غير متوقعة يقع فيها شابان بعد اكتشاف أن ميراثهما عبارة عن سلع غير مشروعة، ليبتكرا لعبة إلكترونية لتسويقها.

وفي ظل هذا التنافس السينمائي المحتدم، يبدو أن "استنساخ" سيدخل سوقاً لا تخلو من التحديات، فالفيلم لن يكون وحده على الشاشة، بل سينافس "نجوم الساحل"، الذي يضم نخبة من الوجوه الصاعدة مثل أحمد داش ومايان السيد، إلى جانب مغني الراب "فليكس" في أولى تجاربه التمثيلية، كما ينافس أيضاً الفيلم الكوميدي "الصفا الثانوية بنات" الذي يعوّل على شعبية أبطاله الكوميديين علي ربيع وأوس أوس وبيومي فؤاد.

ورغم ذلك، يرى البعض أن طابع "استنساخ" المختلف قد يمنحه فرصة للتميّز، خصوصاً وأن الجمهور السعودي أظهر في السنوات الأخيرة تفاعلاً إيجابياً مع أعمال تحمل طابع الخيال العلمي، وهي فئة لا تزال قليلة الإنتاج في السينما العربية، ويعكس عرض فيلم "استنساخ" في السعودية توجهاً متنامياً لدى منتجي السينما المصرية نحو السوق الخليجية، بعد أن أظهرت السعودية خلال السنوات القليلة الماضية اهتماماً متزايداً بصناعة السينما، وباتت تُمثل منفذاً مهماً لتحقيق الإيرادات وتعزيز الانتشار الإقليمي للأفلام المصرية، ويرى مراقبون أن السوق السعودية قد تصبح رافداً مهماً لدعم السينما العربية عموماً، من خلال احتضان أعمال متنوعة تعاني من ضعف الإقبال محلياً، لكنها تجد جمهوراً مختلفاً في مناطق أخرى، خصوصاً في بيئة تشهد تحولات ثقافية وترفيهية كبيرة.

ومع بدء عرضه في السعودية، سيخوض "استنساخ" اختباراً جديداً، ليس فقط على مستوى شباك التذاكر، بل على صعيد تلقي الجمهور لموضوعه الفلسفي والتقني، وطريقة تناوله للذكاء الاصطناعي من منظور درامي عربي، ورغم إخفاقه النسبي في مصر، إلا أن الفرصة لا تزال سانحة للفيلم لإثبات ذاته في بيئة عرض مختلفة، قد تكون أكثر تقبلاً للتجارب السينمائية الطموحة وغير التقليدية.