في لفتة إنسانية تعبّر عن عمق التقدير ومتانة الروابط الاجتماعية التي تجمع القيادة بالمواطنين، قدّم وكيل إمارة المنطقة الشرقية، تركي بن عبدالله التميمي، مساء الثلاثاء، واجب العزاء للمهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، في وفاة والدته -رحمها الله- وذلك خلال زيارة خاصة قام بها إلى مقر العزاء بحي الرابية في مدينة الظهران، وخلال الزيارة، أعرب وكيل الإمارة عن صادق تعازيه ومواساته للمهندس الناصر وأسرته، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان، وأشاد التميمي بما عُرف عن الفقيدة من طيب السيرة، وحسن الخلق، وحرصها الدائم على فعل الخير، وبدورها في تنشئة أبنائها على القيم النبيلة وخدمة الوطن.
وحظيت زيارة وكيل الإمارة بتقدير بالغ من جانب عائلة الناصر، الذين عبّروا عن شكرهم وامتنانهم لهذا الموقف النبيل، مؤكدين أن تعزية المسؤولين تعكس عمق العلاقة بين القيادة والمواطن، وتؤكد أن القيم الإنسانية تظل حاضرة في أعلى مراتب العمل الرسمي، وتعد هذه الزيارة تجسيدًا واضحًا لقيم التضامن والتلاحم التي يتميّز بها المجتمع السعودي، حيث لا تقتصر مهام القيادات الإدارية على الجوانب الرسمية فحسب، بل تمتد لتشمل التواصل الإنساني مع أفراد المجتمع في مختلف المناسبات، لا سيما في لحظات الحزن التي تُظهر معادن الرجال.
ويُعد المهندس أمين الناصر من أبرز القيادات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، حيث يشغل منصب رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين منذ عام 2015، ويُعرف بإدارته الحكيمة وتوجهاته التطويرية التي أسهمت في تعزيز مكانة أرامكو كواحدة من كبريات شركات الطاقة في العالم، ورغم انشغالاته الإدارية ومسؤولياته الكبيرة، يُعرف عن الناصر تواضعه وقربه من الناس، إلى جانب مساهماته في عدد من المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى دعم التعليم، وتمكين الشباب، وتحفيز الكفاءات الوطنية.
وبحسب مصادر مقربة من العائلة، كانت الفقيدة مثالاً للأم الصالحة التي غرست في أبنائها القيم الإسلامية، وروح العمل الجاد، والتفاني في خدمة الوطن، وقد كان لها دور كبير في مسيرة أبنائها التعليمية والمهنية، خصوصًا المهندس أمين الناصر الذي لم يخفِ في مناسبات سابقة مدى تأثير والدته في حياته الشخصية والعملية، وأشاد عدد من المقربين والمعارف بسيرة الفقيدة، واصفين إياها بأنها سيدة عُرفت بالكرم، والوقار، والحنان، وكانت حريصة على صلة الرحم، ومساعدة المحتاجين، وترك أثر طيب في نفوس كل من عرفها.
وشهد مقر العزاء في حي الرابية بالظهران توافد عدد من الشخصيات البارزة من مختلف القطاعات، تقدمهم عدد من مسؤولي أرامكو، وشيوخ القبائل، والأكاديميين، ورجال الأعمال، إلى جانب أصدقاء العائلة وأبناء المنطقة، الذين جاؤوا لتقديم واجب العزاء وتأكيد وقوفهم مع المهندس الناصر في هذا المصاب الجلل، وقد عكست أجواء العزاء روح المحبة والاحترام التي يتمتع بها الناصر في محيطه المهني والاجتماعي، لا سيما أن علاقاته تجاوزت حدود المهنة لتصل إلى قلوب من عملوا معه أو عرفوه عن قرب.
وتُعد مثل هذه المواقف الإنسانية التي تصدر من قيادات المناطق دلالة واضحة على أصالة القيم الاجتماعية في المملكة، حيث لا تنفصل المناصب الإدارية عن واجب المواساة والوقوف إلى جانب المواطنين في مختلف الظروف، وتبرز هذه الصور من التلاحم في المناسبات الاجتماعية كجزء من ثقافة وطنية راسخة تعزز الوحدة الوطنية، وتنشر روح الأخوة والتكافل، ويحرص مسؤولو الدولة على مشاركة المواطنين في مناسباتهم الاجتماعية على اختلافها، وهو ما يجعل العلاقة بين القيادة والشعب علاقة تتجاوز الأطر الرسمية، لتُشكّل نسيجًا إنسانيًا متماسكًا قلّ نظيره.
وفي ختام زيارة وكيل إمارة المنطقة الشرقية، وجّه المهندس أمين الناصر وعائلته شكرهم وتقديرهم للتميمي على هذه اللفتة الكريمة، التي عبّرت عن مشاعر صادقة تُجسّد ما يتحلّى به أبناء هذا الوطن من وفاء وإنسانية، كما عبّروا عن امتنانهم لكل من شاركهم العزاء وواسهم في مصابهم، رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان، ونسأل الله أن يُديم على هذه البلاد نعمة التلاحم والتراحم بين أفراد شعبها وقيادتها.