تفقد المهندس بدر بن عبدالله الدلامي، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة العامة للطرق، خلال جولة ميدانية حديثة، منفذ حالة عمار وعددًا من المحاور الحيوية في منطقة تبوك، في إطار متابعة الجاهزية التشغيلية لشبكة الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، وضمان توفير أعلى مستويات السلامة والراحة لضيوف الرحمن خلال موسم الحج المقبل.
وتأتي هذه الجولة ضمن خطة الهيئة الشاملة لمتابعة جاهزية الطرق والخدمات اللوجستية المرتبطة بها، والتي تُعد أحد المحاور الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير منظومة النقل، وتحسين جودة البنية التحتية، وتسهيل تنقل الحجاج والمعتمرين.
تمثل شبكة طرق منطقة تبوك مدخلًا محوريًا لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين برًا من الأردن والدول المجاورة لها، إذ يرتبط الطريق الممتد من منفذ حالة عمار إلى حدود المدينة المنورة بطول يزيد على 470 كيلومترًا، ويمر عبر عدد من المحاور الإستراتيجية والمراكز الحيوية التي تسهل حركة الحجاج والمعتمرين وتربطهم بشبكة الطرق الوطنية المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأكد المهندس الدلامي خلال الجولة أن الهيئة ملتزمة برفع كفاءة هذه الشبكة الحيوية، مشددًا على أن الجهود الجارية تتكامل لضمان سلامة ضيوف الرحمن وسهولة تنقلهم، من خلال تحسينات هندسية متقدمة، وصيانة شاملة، وتطوير للتقاطعات والمسارات.
وفي سياق الجهود المستمرة لتطوير شبكة الطرق في المنطقة، أعلنت الهيئة عن افتتاح تقاطع طريق (تبوك - تيماء - المدينة المنورة) مع طريق (تبوك - الجوف)، والذي يُعد من المشروعات المهمة التي تُسهم في تعزيز انسيابية الحركة وتقليل زمن الرحلة وتحسين السلامة المرورية.
كما شملت الأعمال المنفذة مؤخرًا تحسين عدد من التقاطعات الحيوية الواقعة على طول الطريق الرابط بين منفذ حالة عمار وحدود المدينة المنورة الإدارية، بما يعكس التزام الهيئة بتطبيق أفضل الممارسات الهندسية والمعايير العالمية في تصميم وتنفيذ البنية التحتية.
ضمن التحضيرات المكثفة لموسم الحج، تم الانتهاء من أعمال صيانة شاملة لطريق منفذ حالة عمار بطول 470 كم، شملت إعادة سفلتة وتجديد الطبقات الإسفلتية لأكثر من 35 كم، ما يعزز جودة السطح الطرقي ويطيل عمره الافتراضي.
كما جرى تنفيذ حزمة متكاملة من أعمال السلامة المرورية، تضمنت تركيب 1296 لوحة تحذيرية وإرشادية على امتداد الطريق، وتنفيذ دهانات أرضية بأطوال تجاوزت 140 كم، بهدف توفير إرشادات مرئية واضحة للسائقين وضمان سلامة التنقل.
وأكدت الهيئة العامة للطرق أنها سخّرت جميع إمكاناتها التقنية والبشرية لتأمين أعلى مستويات الجودة في البنية التحتية، مشيرة إلى اعتمادها على أسطول مسح وتقييم حديث يُعد الأضخم عالميًا، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويشمل أجهزة متخصصة في: مسح وتحديد الأضرار السطحية والعميقة، قياس مقاومة الانزلاق ومؤشر الوعورة (IRI)، قياس سماكة الطبقات الإسفلتية وانحرافات المسار، استخدام طائرات الدرون لتقييم المسارات ومواقع العمل، تقييم جودة الدهانات الأرضية بدقة عالية.
وأوضحت الهيئة أن هذه المنظومة التقنية تُمكّن من تحقيق تقييم شامل وذكي للبنية التحتية، وتقليل الوقت والجهد المبذول في جمع البيانات الميدانية وتحليلها، مما يدعم سرعة اتخاذ القرار وتنفيذ أعمال الصيانة التحسينية في وقت قياسي.
أسهمت هذه الجهود المتكاملة في رفع تصنيف المملكة عالميًا في مجال جودة الطرق، حيث حققت المملكة المركز الأول عالميًا في مؤشر ترابط الطرق، والمركز الرابع بين دول مجموعة العشرين في جودة البنية التحتية للطرق، وفق مؤشرات التنافسية العالمية.
وتأتي هذه المشروعات في سياق التزام الهيئة بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع جودة الحياة وتحسين تجربة ضيوف الرحمن، عبر توفير شبكة طرق آمنة وفعالة، تدعم تنقل أكثر من مليون حاج سنويًا، وتتكامل مع جهود الجهات الحكومية الأخرى.
وأكدت الهيئة أنها ستواصل أعمال الصيانة والتحسين على مدار الساعة استعدادًا لموسم الحج، مع تكثيف الجولات الرقابية الميدانية للتأكد من جاهزية المحاور الرئيسة، والتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير خدمات النقل والإسعاف والدعم اللوجستي على طول المسارات.