شارك المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي في نيويورك أمس، حيث أطلع أعضاء المجلس على آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة. الاجتماع الذي عقد بناءً على دعوة من ويتكوف لم يكن إلا خطوة ضمن التحركات الدبلوماسية الأميركية في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة.
وفقًا للمصادر الدبلوماسية، جرت المناقشات في جو مغلق، حيث لم تكشف التفاصيل الدقيقة عن فحوى النقاشات، هذا الاجتماع يأتي في وقت حساس حيث كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن سابقًا عن "إعلان كبير للغاية" يعتزم إصداره قبل زيارته المرتقبة إلى المنطقة الأسبوع المقبل، وعلى الرغم من أهمية الموضوعات التي تمت مناقشتها، فإن سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن رفضوا الإدلاء بأي معلومات حول المناقشات التي جرت.
في تصريحات مختصرة أكد السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد أن النقاشات كانت سرية، في حين وصف السفير البنمي إيلوي ألفارو دي ألبا، الاجتماع بـ"المثير للاهتمام للغاية" دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.
في ذات السياق أشار دبلوماسيون إلى أن التحديات التي تواجه مجلس الأمن بشأن متابعة الموقف الأميركي أصبحت أكثر تعقيدًا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة في ظل غياب تعيين مندوب دائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وتشير التقارير إلى أن هذا الوضع يزيد من صعوبة متابعة المواقف الأميركية بخصوص قضايا مختلفة، بما في ذلك الوضع في غزة، الأمر الذي ينعكس على تحركات المجلس في العديد من الملفات.
بعد الاجتماع التقى ويتكوف بشكل منفصل مع السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، حيث ناقش الجانبان القضايا الإقليمية، وأكد دانون في تصريحاته عقب الاجتماع على أهمية التعاون المستمر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وشكر المبعوث الأميركي على النقاشات المثمرة التي جرت بينهما.
لفت إلى أن إسرائيل ستواصل تعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الإقليمية، يبدو أن الوضع في غزة وما يحيط به من تطورات سيكون محورًا رئيسيًا في التحركات الدبلوماسية القادمة، وبينما تسعى واشنطن لحشد الدعم الدولي، فإن التكهنات حول موقف الإدارة الأميركية بشأن التصعيد المستمر في غزة، وحجم الدعم الذي ستقدمه لإسرائيل في هذه الفترة الحساسة، ما زالت تثير تساؤلات كبيرة في الأوساط السياسية والدبلوماسية الدولية.
في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من التصعيد العسكري في غزة، تبقى الأوضاع الإنسانية في القطاع محورًا رئيسيًا للقلق الدولي، ويتوقع المراقبون أن يشكل الاجتماع مع مجلس الأمن خطوة حاسمة في تحديد دور الولايات المتحدة في معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، بالإضافة إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية التي قد تساهم في تحقيق وقف لإطلاق النار أو تهدئة موقتة، وقد يشير هذا التحرك إلى محاولة أميركية لضبط الوضع في المنطقة قبل أن تتفاقم الأمور أكثر.