في خطوة قد تُعيد رسم ملامح مستقبل نادي النصر السعودي، وتنعكس مباشرة على قرار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالبقاء داخل أسوار "العالمي"، كشفت مصادر صحفية موثوقة عن اقتراب الفريق من التعاقد مع أحد أبرز الأسماء الأوروبية في سوق الانتقالات الصيفية الحالية: البرتغالي جواو فيليكس، مهاجم نادي تشيلسي الإنجليزي.

وبحسب ما أعلنه الصحفي الشهير يان بينتشيو عبر حسابه على منصة "إكس"، فإن نادي النصر يجهز عرضًا ماليًا ضخمًا لتقديمه لنادي تشيلسي الإنجليزي، يتضمن شراء عقد جواو فيليكس بشكل نهائي، مقابل مبلغ يُقدّر بحوالي 35 مليون يورو، وهو السعر الذي سبق أن حدده النادي اللندني للتخلي عن خدمات اللاعب البرتغالي، البالغ من العمر 25 عامًا.

والعرض السعودي لا يقتصر على القيمة المالية للنادي الإنجليزي، بل يشمل أيضًا راتبًا سنويًا مغريًا للاعب، يتماشى مع طموحات الأندية السعودية التي تسعى إلى ضم نخبة من الأسماء العالمية، في إطار المشروع الرياضي الطموح الذي تقوده المملكة من خلال دعمها للدوري المحلي "دوري روشن للمحترفين".

ويُعد جواو فيليكس من أبرز المواهب البرتغالية في العقد الأخير، إذ بزغ نجمه مبكرًا مع بنفيكا، ما دفع أتلتيكو مدريد إلى التعاقد معه في 2019 في صفقة تاريخية تجاوزت قيمتها 120 مليون يورو، إلا أن مسيرته لم تسر بالشكل المتوقع، إذ عانى من عدم الاستقرار، وتعددت فترات إعارته، ما بين أتلتيكو وتشيلسي، مرورًا بمحطة قصيرة غير موفقة مع نادي ميلان الإيطالي، الذي قرر عدم تفعيل خيار الشراء عقب نهاية إعارته.

وفي ظل التراجع النسبي في مسيرته الأوروبية، فإن الانتقال إلى الدوري السعودي قد يمنح فيليكس فرصة ذهبية للعودة إلى الواجهة، لا سيما باللعب إلى جوار كريستيانو رونالدو، زميله السابق في المنتخب البرتغالي، وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا على مستوى العالم، وتأتي هذه الخطوة من إدارة النصر في توقيت دقيق، حيث تسعى الإدارة إلى تجديد عقد كريستيانو رونالدو، الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، وتُشير مصادر مطلعة إلى أن استمرار رونالدو مع الفريق مرتبط، إلى حد كبير، بمستوى التعاقدات الجديدة وقدرة النادي على تشكيل فريق منافس على جميع الأصعدة.

وفي هذا السياق، تبدو صفقة فيليكس بمثابة ورقة ضغط إيجابية لإقناع رونالدو بالبقاء، خاصة وأن العلاقة التي تجمع النجمين تتجاوز حدود الملاعب، حيث سبق أن عبّر الطرفان عن تقديرهما المتبادل في عدة مناسبات، ويعاني نادي النصر هذا الموسم من تفاوت في الأداء الهجومي، ورغم الأسماء اللامعة في صفوفه، أبرزها كريستيانو رونالدو وساديو ماني، إلا أن الفريق لم ينجح حتى الآن في تحقيق طموحات جماهيره، ما دفع الإدارة إلى إعادة النظر في تركيبة الخط الأمامي.

ويُتوقع أن يكون فيليكس هو البداية لسلسلة من التغييرات الفنية، خصوصًا مع اقتراب نهاية الموسم، حيث بات من الضروري إحداث توازن بين الخبرة والطموح داخل منظومة الفريق، لتقديم أداء جماعي يتجاوز الاعتماد على الحلول الفردية، ولا تُعد هذه الصفقة المحتملة الأولى من نوعها، إذ سبق لنادي النصر وغيره من الأندية السعودية أن أبرموا تعاقدات ضخمة مع نجوم عالميين في المواسم الأخيرة، ضمن استراتيجية تهدف إلى رفع مستوى التنافسية في الدوري المحلي، وتعزيز مكانته على خارطة كرة القدم العالمية.

ويجد عدد متزايد من اللاعبين الأوروبيين في دوري روشن فرصة مميزة من الناحيتين الفنية والمالية، كما أن المنافسة المتصاعدة في البطولة، وتنامي الحضور الجماهيري والإعلامي، جعل من الانتقال إلى السعودية خيارًا جذابًا، لا سيما مع قرب تنظيم كأس العالم للأندية في المملكة، وحتى الآن، لم يصدر أي تأكيد رسمي من طرف نادي النصر أو اللاعب نفسه، إلا أن المؤشرات الأولية تُظهر وجود رغبة مشتركة من جميع الأطراف لإتمام الصفقة، كما يُتوقع أن تتضح ملامح الصفقة بشكل أكبر خلال الأسابيع القادمة، مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية.

وإذا ما تم التوقيع رسميًا، فسيكون انتقال فيليكس إلى النصر أحد أبرز التحركات في السوق الصيفي، ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التغييرات في خارطة الكرة السعودية، ويدفع بالأندية الأخرى إلى الرد بصفقات مماثلة، وتحاول إدارة النصر السعودي، من خلال هذه الخطوة، تجاوز تعثرات الموسم الجاري وبناء فريق قادر على المنافسة قارياً ودولياً، وإذا ما نجحت في استقطاب جواو فيليكس، فإن ذلك لن يكون مجرد تعزيز هجومي، بل رسالة قوية مفادها أن "العالمي" لا يزال في قلب المشروع السعودي الرياضي الكبير، وأنه مستعد لجذب الأضواء من جديد.