أعلنت مصادر عسكرية، اليوم الأحد 4 مايو 2025، عن تصعيد عسكري جديد بين الهند وباكستان على خلفية استمرار التوترات في إقليم كشمير المتنازع عليه، حيث شهدت منطقة خط السيطرة تبادلًا لإطلاق النار بين الجانبين أسفر عن مقتل ثلاثة جنود هنود واثنين من الجنود الباكستانيين، كما أفادت تقارير بإصابة عدد من المدنيين جراء القصف المدفعي الذي استهدف قرى حدودية في وادي ليبا، يأتي هذا التصعيد بعد أسبوع من هجوم إرهابي في وادي بايساران بكشمير أودى بحياة 26 شخصًا، معظمهم سياح هنود، واتهمت الهند باكستان بدعم الجماعات المسلحة المسؤولة عن الهجوم.
تتصاعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين منذ أن علقت الهند معاهدة مياه نهر السند في 23 أبريل الماضي، وهي خطوة وصفتها باكستان بأنها "عمل حربي"، حيث ردت إسلام آباد بإغلاق مجالها الجوي وتعليق التجارة مع الهند، كما أعلنت عن تعزيزات عسكرية على الحدود، بما في ذلك نشر صواريخ تكتيكية قصيرة المدى مثل صاروخ نصر، في المقابل، أكد رئيس أركان الجيش الهندي أوبيندرا ديفيدي أن بلاده لن تتهاون في الرد على أي استفزاز، مشيرًا إلى أن القوات الهندية مستعدة لمواجهة أي تهديد على طول خط السيطرة.
أثارت هذه التطورات قلقًا دوليًا واسعًا، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن التصعيد قد يؤدي إلى نزاع شامل بين دولتين تمتلكان أسلحة نووية، ودعت روسيا والصين إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار، بينما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثقته بأن البلدين "ستجدان حلاً"، لكن غياب وساطة فعالة، خاصة مع تراجع الدور الأمريكي في المنطقة، يزيد من مخاطر المواجهة، كما أن دعم الصين الاقتصادي والسياسي لباكستان يعقد المشهد، خاصة مع وجود مشاريع مثل ممر الصين-باكستان الاقتصادي.
يخشى المحللون أن يتحول الصراع إلى حرب نووية، حيث تمتلك الهند حوالي 2300 طائرة مقاتلة و4200 دبابة، بينما تمتلك باكستان 1400 طائرة و2630 دبابة، مع تفوقها في الصواريخ الأرضية، وتشير دراسات إلى أن أي صراع نووي قد يتسبب في مقتل ملايين الأشخاص فورًا، إلى جانب دمار اقتصادي وبيئي هائل، كما أن استمرار التوترات يهدد بزعزعة الاستقرار في جنوب آسيا، وهو ما قد يؤثر على دول الجوار مثل أفغانستان والصين.
تظل كشمير نقطة اشتعال رئيسية بين الهند وباكستان منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، حيث خاض البلدان ثلاث حروب سابقة بسبب الإقليم، ومع استمرار الجماعات المسلحة في استهداف القوات الهندية، يبدو أن الحل الدبلوماسي بعيد المنال، ويبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن العالم من منع انزلاق المنطقة إلى كارثة جديدة، أم أن طبول الحرب ستواصل قرعها؟