أولمبياد الفيزياء
استضافة غير مسبوقة للمملكة أولمبياد الفيزياء الآسيوي
كتب بواسطة: محمد صالح |

أكد بدر المجرذي رئيس اللجنة التنظيمية لأولمبياد الفيزياء الآسيوي أن استضافة المملكة لهذا الحدث العلمي الكبير تمثل خطوة محورية نحو تعزيز الحضور السعودي في المحافل الدولية المعنية بالعلوم والابتكار، حيث أشار أن المملكة وهي تستقبل هذا النوع من الأولمبيادات تثبت قدرتها على احتضان الفعاليات العالمية ذات المستوى العالي ليس فقط من الناحية التنظيمية بل أيضًا من حيث الجاهزية العلمية والتقنية والبنية التحتية التي تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا وعالميًا للتميز العلمي.

وشدد المجرذي على أن استضافة مثل هذه المسابقات العلمية لا تقتصر آثارها على الجانب الخارجي أو الصورة الذهنية الإيجابية للمملكة فحسب بل لها دور كبير في رفع الوعي الداخلي بأهمية التوجه نحو المعرفة والعلوم، مشيرًا إلى أن المجتمع السعودي وخاصة فئة الشباب بحاجة دائمة إلى محفزات ملهمة تؤكد لهم أن التميز العلمي هو مسار واقعي وممكن وأن الإبداع في الفيزياء والرياضيات والعلوم التطبيقية لا يقل أهمية عن أي مجال آخر في التنمية الوطنية.

وأضاف أن الأولمبياد سيشهد مشاركة نخبة من العقول الشابة من مختلف دول آسيا حيث تتنافس على مستوى عالي من الدقة والمعرفة والتفكير العلمي وهو ما يتيح فرصة فريدة لاستقطاب الموهوبين والتعرف عن قرب على إمكانياتهم، كما يوفر للمملكة مساحة لتبادل الخبرات مع دول متقدمة في تعليم العلوم وتطبيقاتها مما يثري بيئة البحث والتطوير داخل السعودية ويمنح المؤسسات العلمية فرصة ثمينة لتوسيع شبكات التعاون الأكاديمي والتقني مع نظرائها حول العالم.

وتطرق المجرذي إلى الأثر المعنوي والحضاري لحضور هذه العقول العلمية الشابة إلى المملكة مؤكدًا أن وجودهم في المملكة سيمنحهم تصورًا مباشرًا عن مدى التقدم الذي وصلت إليه البلاد في مختلف المجالات لا سيما في قطاع الطاقة والعلوم التطبيقية، وموضحًا أن المملكة لم تعد فقط دولة ذات موارد نفطية بل أصبحت اليوم بيئة جاذبة للعلماء والمخترعين والمبتكرين من خلال ما توفره من بيئات تعليمية متقدمة ومراكز بحثية متطورة ومبادرات وطنية كبرى مثل رؤية السعودية 2030 التي تضع المعرفة والابتكار في صميم توجهاتها المستقبلية.

وأشار إلى أن تنظيم الأولمبياد الآسيوي للفيزياء في السعودية يحمل رسالة واضحة للعالم مفادها أن المملكة قادرة على أن تكون حاضنة للعلم والعلماء وأنها تستثمر في العقول الواعدة وتؤمن بأهمية دعم الطاقات الشابة التي ستسهم في صناعة المستقبل، مشيرًا إلى أن هذه المسابقات تفتح المجال أمام استثمار طاقات المشاركين الذين يحملون شغفًا بالعلم ليكون لهم دور فعال في خدمة البشرية وتحقيق التقدم العلمي والتقني.

وأوضح أن اللجنة التنظيمية عملت منذ وقت مبكر على إعداد كافة المتطلبات الفنية والتنظيمية والتقنية لإخراج الحدث بأعلى المستويات التي تليق بمكانة المملكة على الساحة الدولية مؤكداً أن التنظيم لن يقتصر على الجانب اللوجستي بل سيركز أيضًا على تقديم تجربة معرفية متكاملة للمتسابقين تتضمن ورش عمل ومحاضرات علمية وجولات ميدانية تسهم في تعميق فهمهم للتطبيقات العلمية المتقدمة التي وصلت إليها المملكة.

كما أشار إلى أن هذه الاستضافة ستكون بوابة للمزيد من الفعاليات العلمية القادمة التي تستهدف فئة الشباب وتركز على تحفيزهم نحو دراسة التخصصات الدقيقة في الجامعات والمعاهد البحثية وتعزز من مكانة المملكة كمركز جاذب للمنافسات الدولية في مجالات الفيزياء والرياضيات والهندسة وغيرها من علوم المستقبل.

واختتم المجرذي حديثه بالتأكيد على أن المملكة وهي تستضيف أولمبياد الفيزياء الآسيوي لا تسعى فقط إلى تسجيل حضور شرفي بل تهدف إلى أن تكون فاعلة في صياغة مستقبل العلوم من خلال شراكاتها الدولية ومبادراتها الوطنية واستثماراتها في الكفاءات الشابة التي ستحمل الراية وتواصل مسيرة النهضة العلمية والمعرفية.