صفعة أوزال توحد الأتراك سياسياً
"باللكمة والصفع".. اعتداء على زعيم المعارضة التركية يثير غضباً شعبياً وتضامناً رسمياً
كتب بواسطة: محمد صالح |

في واقعة أثارت استياء واسعاً في الشارع السياسي التركي، تعرض رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزال لاعتداء عنيف بالضرب أثناء مغادرته مراسم تأبين في مدينة إسطنبول صباح اليوم الأحد، مما أثار موجة من التنديد الشعبي والرسمي وسط مخاوف من تنامي العنف السياسي في البلاد خلال الفترة الأخيرة.

ووثقت كاميرات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لحظة الاعتداء المفاجئ، حيث ظهر رجل متقدم في السن وهو يقترب من زعيم المعارضة أثناء خروجه من مركز أتاتورك الثقافي وسط المدينة، موجهاً له لكمة قوية على وجهه قبل أن يتدخل فريق الحماية الشخصية ويبعدوا المعتدي عن المشهد، لتبدأ بعدها السلطات الأمنية إجراءات التحقيق الفوري في الحادثة وملابساتها. ولم تكشف المصادر الرسمية حتى الآن عن دوافع المهاجم أو انتماءاته السياسية، في حين أكدت مصادر طبية أن الحادث لم يسفر عن إصابات خطيرة للسياسي المعارض.

وفي موقف يعكس حرصاً على تهدئة التوترات السياسية، سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إجراء اتصال هاتفي بزعيم المعارضة، معرباً عن تضامنه الكامل وإدانته الشديدة للاعتداء، ومؤكداً متابعته الشخصية لمجريات التحقيقات، وفق ما صرح به رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، الذي أكد أن الحكومة تتعامل مع الحادث بأقصى درجات الجدية والاهتمام. وعبر أردوغان في اتصاله عن تمنياته لأوزال بالشفاء العاجل والسلامة، مشدداً على رفض كافة أشكال العنف في الحياة السياسية التركية، والتزام الدولة بتوفير أقصى درجات الحماية لقادة المعارضة والأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتهم.

وكشفت التقارير الإعلامية المحلية أن الاعتداء حدث عقب انتهاء مراسم تأبين السياسي الكردي البارز سري ثريا أوندر، النائب عن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، وهو ما يضيف بعداً سياسياً حساساً للحادثة، خاصة في ظل التوترات المرتبطة بالقضية الكردية في تركيا. وأكدت مصادر أمنية في مقاطعة إسطنبول أنه تم احتجاز المشتبه به المعروف بالأحرف الأولى "S.T." ونقله إلى مديرية الأمن في منطقة بيوغلو، ومن ثم إحالته إلى إدارة الأمن العام في إسطنبول لاستكمال التحقيقات، وسط توقعات بتوجيه تهم جنائية تتعلق بالاعتداء على شخصية سياسية.

وقد أثار الحادث ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية التركية، إذ سارعت أحزاب المعارضة والموالاة على حد سواء إلى التنديد بالاعتداء، معتبرة إياه تهديداً للممارسة الديمقراطية وتعبيراً عن حالة الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده البلاد. كما عبرت منظمات المجتمع المدني عن قلقها من تنامي ظاهرة العنف السياسي، داعية السلطات إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحماية الشخصيات العامة وضمان سلامة المشهد السياسي من أي محاولات للترهيب أو الاعتداء، خاصة مع تزايد حدة الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة، مما ينذر بتداعيات خطيرة على المسار الديمقراطي في البلاد إن لم يتم التصدي لها بحزم وحكمة.