في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجهات الأمنية بالمملكة لمكافحة آفة المخدرات وتعقب مهربيها ومروجيها، تمكنت القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة تبوك من إحباط عملية ترويج كمية ضخمة من الأقراص المخدرة، حيث ألقت القبض على مواطن سعودي بحوزته 93,000 قرص من مادة الإمفيتامين المحظورة.
وقد أوضحت القوة في بيان رسمي، أن عملية الضبط تمت بعد متابعة أمنية دقيقة ورصد لتحركات المشتبه به، حيث أسفرت الجهود الميدانية عن الإيقاع به متلبسًا أثناء محاولته تمرير هذه الكمية الهائلة من المادة المخدرة عبر أحد الطرق الرئيسة في المنطقة، وتعد هذه الكمية واحدة من أكبر الضبطيات التي تم الإعلان عنها في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، ما يعكس يقظة ويقظة الجهات المختصة في التصدي لجرائم المخدرات بجميع أشكالها.
وأشارت القوة إلى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات النظامية بحق المقبوض عليه، وتمت إحالته إلى جهة الاختصاص لاستكمال التحقيقات النظامية معه واتخاذ العقوبات المستحقة بحقه وفقًا للأنظمة المعمول بها في المملكة، كما أكدت أن التعامل مع مثل هذه القضايا يتم بحزم وجدية بالغة، وأنها لن تتهاون مع كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن المجتمع وسلامته من خلال ترويج هذه السموم الفتاكة.
وفي سياق متصل، جدّدت الجهات الأمنية دعوتها للمواطنين والمقيمين على حد سواء بضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية من خلال الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بتهريب أو ترويج أو تعاطي المواد المخدرة، وأكدت أن الإبلاغ عن هذه الأنشطة يُعدّ واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا يعزز من حماية المجتمع ويقلل من فرص تسرب هذه السموم إلى شرائح الشباب والفئات المستهدفة من قبل العصابات الإجرامية.
وتؤكد هذه الحادثة، مرة أخرى، أن حرب المملكة ضد المخدرات مستمرة وبلا هوادة، وهي مدعومة بإرادة قوية وتوجيهات عليا تهدف إلى حماية الإنسان السعودي والمقيم من مخاطر الإدمان وتبعاته الاجتماعية والأمنية والاقتصادية، فالجهات المختصة، ومن بينها قوات أمن الطرق، تبذل جهودًا مضنية لتعقب شبكات التهريب الداخلي والخارجي، وتعمل على تطوير آليات الرصد والمتابعة، باستخدام تقنيات حديثة واستراتيجيات ميدانية فعّالة لضمان التصدي لهذه الجرائم قبل وقوعها أو خلال مراحل تنفيذها.
وتُعتبر مادة الإمفيتامين واحدة من أخطر المواد المخدرة التي تندرج تحت تصنيف المنشطات الكيميائية، إذ تُسبب أضرارًا صحية ونفسية جسيمة للمتعاطين، وتؤثر سلبًا على الجهاز العصبي المركزي، ما يجعلها أحد أبرز التهديدات التي تستهدف فئة الشباب تحديدًا، ويأتي ضبط هذه الكمية كإشارة واضحة إلى استمرار محاولات ترويج هذه المادة في السوق المحلي، ما يستوجب رفع مستويات الوعي المجتمعي بمخاطرها وآليات مواجهتها.
وبينما تُحقق الجهات الأمنية نجاحات متتالية في ضبط كميات كبيرة من المخدرات، تبقى الحاجة قائمة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي مع الدول المجاورة والدول المصدّرة للمواد المخدرة، عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق الجهود في ملاحقة الشبكات الدولية العابرة للحدود.
وتشكل هذه العملية الأمنية مثالًا حيًا على كفاءة وقدرة رجال الأمن في المملكة، وتبعث برسالة تحذير قوية لكل من تسول له نفسه الانخراط في تجارة السموم البيضاء، مفادها أن يد العدالة لن تتردد في ملاحقة المجرمين والاقتصاص منهم بما يحقق أمن الوطن وسلامة أبنائه.