حسم خالد العيسى، رئيس مؤسسة الأهلي غير الربحية، حالة الجدل التي أُثيرت مؤخرًا داخل أروقة نادي الأهلي، بشأن عدد من الملفات الحساسة التي شغلت جماهير الراقي، وعلى رأسها هوية المدرب المقبل للفريق الأول لكرة القدم، واحتمالية التعاقد مع النجم المصري محمد صلاح، جناح ليفربول الإنجليزي، في خطوة قد تُعدّ من الأكبر بتاريخ الكرة السعودية، العيسى، الذي تحول إلى أحد أبرز الأسماء في الوسط الرياضي السعودي بعد سلسلة من الإنجازات التي تحققت في عهده، اختار أن يضع النقاط على الحروف ويبدد غيوم الشائعات التي أحاطت بمستقبل الفريق، خصوصًا بعد الموسم الاستثنائي الذي عاشه الأهلي.

وشهدت فترة رئاسة العيسى قفزة تاريخية غير مسبوقة للنادي، حيث استطاع الأهلي التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه، بعد مسيرة مظفرة دون أي خسارة، توّجها بانتصار مستحق على كاواساكي فرونتال الياباني بهدفين دون رد في المباراة النهائية، الإنجاز لم يكن مجرد لقب قاري، بل خطوة استراتيجية أرست قاعدة صلبة لبناء فريق مرعب في السنوات المقبلة، وهو ما فتح الباب أمام الجماهير للتفاؤل بطموحات أكبر، من ضمنها استقطاب أسماء عالمية بحجم محمد صلاح.

لكن قبل الحديث عن صفقات كبرى، كان ملف الجهاز الفني هو العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة، وربطت تقارير صحفية عالمية اسم الأهلي بعدد من الأسماء التدريبية اللامعة، في مقدمتها الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني الحالي لريال مدريد، والذي يُقال إنه بصدد مغادرة ملعب سانتياغو برنابيو في نهاية الموسم، ولم يكن الأهلي وحده في هذا السباق، بل تنافس مع قطبي جدة والرياض، الهلال والاتحاد، على خدمات المدرب المخضرم، كما ارتبط النادي أيضًا بالمدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق لبرشلونة، ما أثار تساؤلات جماهيرية واسعة بشأن مستقبل الألماني ماتياس يايسله، المدرب الحالي للفريق.

وفي أول رد رسمي على تلك التكهنات، خرج خالد العيسى ليتحدث بصراحة نادرة عبر برنامج "رقم 10" على القناة الأولى المصرية، مؤكدًا استمرار ماتياس يايسله على رأس الجهاز الفني في الموسم القادم، العيسى أشاد بالمدرب الألماني، واصفًا إياه بأنه أحدث فارقًا ملموسًا داخل الفريق، ونجح في خلق حالة من التناغم الفني والانضباط داخل غرف الملابس، واعتبر أن المحافظة على هذا الاستقرار أمر ضروري في هذه المرحلة، رغم إقراره بأن القرارات النهائية بشأن مستقبل الفريق ستُدرس بهدوء وروية، بما يتماشى مع المصلحة العامة للنادي.

العيسى لم ينفِ بشكل مباشر وجود مفاوضات مع أسماء تدريبية عالمية، لكنه شدد على أن التركيز الآن ينصب على تثبيت دعائم الفريق وتجنيبه أي هزات فنية غير ضرورية، وأضاف أن يايسله لا يزال يملك ما يقدمه، وأن الإدارة تتابع التطورات عن كثب دون الانجرار وراء الضغوط الإعلامية أو الجماهيرية، وبذلك، قطع العيسى الطريق أمام من كانوا يعتقدون أن دوري الأبطال سيكون نهاية مشوار المدرب الألماني، مؤكدًا أن النجاح يجب أن يُبنى عليه لا أن يُعاقب عليه.

أما فيما يتعلق بمحمد صلاح، فرغم عدم وجود تصريحات مباشرة من العيسى بهذا الشأن خلال ظهوره الإعلامي، إلا أن أوساط النادي تؤكد أن فكرة ضم نجم ليفربول ما زالت مطروحة بقوة، لا سيما أن الأهلي يسعى لمواصلة البناء على إنجازه القاري بصفقات تُحدث فارقًا جماهيريًا وفنيًا، وتُشير بعض المصادر إلى أن مفاوضات أولية جرت عبر وسطاء، مع التأكيد على أن العامل المالي لن يكون عائقًا أمام إتمام الصفقة إذا ما أبدى اللاعب المصري رغبة حقيقية في الانتقال للدوري السعودي.

المرحلة المقبلة تبدو واعدة لجماهير الأهلي، التي باتت ترى في خالد العيسى رجل المرحلة وصاحب الرؤية الواضحة التي تعيد الأهلي لمكانته التاريخية وتفتح أمامه أبوابًا جديدة من المجد، وبحسم مصير يايسله وإبقاء الأبواب مفتوحة أمام صفقات من العيار الثقيل، يبدو أن الأهلي قد بدأ بالفعل في رسم ملامح مشروعه الرياضي للسنوات القادمة، مشروع يليق بطموحات الجماهير وبتاريخ نادٍ لا يعرف إلا لغة البطولات.