أثار قرار رابطة دوري المحترفين السعودي بنقل مباراة الاتحاد المقبلة أمام الفيحاء من ملعب "الإنماء" إلى ملعب "الأمير عبدالله الفيصل"، موجة من الغضب الجماهيري والنقد الإعلامي، بعدما اعتُبر القرار مجحفًا في حق جماهير الاتحاد، التي كانت تمني النفس بحضور جماهيري ضخم في واحدة من أهم محطات الموسم الحاسمة في دوري روشن للمحترفين.
وكان الناقد الرياضي المعروف جمال عارف، أول من أطلق شرارة الجدل بعد إعلانه رفض القرار، وتوجيهه انتقادات صريحة لرابطة دوري المحترفين، متسائلًا عن منطق نقل المباراة إلى ملعب بسعة جماهيرية أقل في وقتٍ تتجه فيه الأنظار لزيادة معدلات الحضور الجماهيري، خاصة مع وجود نخبة من أبرز النجوم العالميين في الدوري السعودي.
ويستعد الاتحاد، الذي يتصدر جدول ترتيب دوري روشن للمحترفين برصيد 68 نقطة، لمواجهة الفيحاء يوم الأحد المقبل 11 مايو، في إطار الجولة الـ31 من المسابقة، وكان من المفترض أن تُقام المباراة على ملعب "الإنماء"، الذي يتسع لحوالي 60 ألف متفرج، إلا أن الرابطة قررت نقل اللقاء إلى ملعب "الأمير عبدالله الفيصل" الذي لا تتجاوز سعته 27 ألف مقعد، بداعي عدم جاهزية الملعب الأصلي بعد استضافة مباريات الأدوار الإقصائية من دوري أبطال آسيا للنخبة.
وقرار النقل لم يكن مجرد إجراء تنظيمي بالنسبة لجمهور الاتحاد، بل وُصف من قبلهم ومن قبل الإعلام الرياضي بأنه "ضربة موجعة" في توقيت حساس، قد يؤثر على الحضور الجماهيري الذي يعتبره كثيرون ورقة رابحة للفريق الأصفر والأسود، خصوصًا في المباريات الكبرى التي تتطلب دعمًا جماهيريًا كثيفًا.
وكتب جمال عارف، المعروف بقربه من المشهد الاتحادي، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "نبحث عن زيادة الجماهير في دورينا الذي يضم أفضل النجوم العالميين"، مستنكرًا قرار إقامة المباراة على ملعب بسعة أقل، وأضاف: "جمهور الاتحاد هو البراند الأول لدوري روشن، السؤال: لماذا تفكر رابطة دوري المحترفين بإقامة المباراة على ملعب الأمير عبدالله الفيصل، وهو الملعب الذي يستوعب 27 ألف متفرج، بينما ملعب الإنماء يستوعب 60 ألف متفرج؟".
وأردف عارف في تصريحاته: "يجب على إدارة الاتحاد أن تقوم بدورها كاملاً في ضرورة الإصرار على ملعب الإنماء"، في إشارة واضحة إلى ما يراه تقصيرًا من إدارة النادي في الدفاع عن حقوق جماهيره، والتأثير على القرارات التنظيمية التي تخص مصلحة الفريق.
ولم تقف الجماهير الاتحادية بدورها صامتة، بل عبرت عن استيائها الشديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن حضورهم الكثيف في المباريات الماضية كان عنصرًا حاسمًا في تصدر الفريق لجدول الدوري، وأن قرار تقليص السعة الجماهيرية يُعد خصمًا من رصيدهم وجهودهم، وانتشرت مطالبات واضحة من الجماهير لإدارة النادي بضرورة التدخل العاجل لإعادة المباراة إلى ملعبها الأصلي، أو على الأقل توضيح الأسباب الحقيقية وراء القرار.
ويأتي هذا الجدل في وقتٍ حاسم من عمر البطولة، إذ لم يتبقَ سوى أربع جولات على النهاية، ويتنافس الاتحاد مع الهلال بشكل مباشر على اللقب، حيث يفصل بينهما ست نقاط فقط، وفي مثل هذا التوقيت، تُعد كل تفصيلة صغيرة ذات تأثير كبير، من الجاهزية الفنية والبدنية إلى الأجواء المحيطة بالمباريات، وعلى رأسها الحضور الجماهيري.
والملفت في الأمر أن ملعب الإنماء، والذي كان يُنتظر أن يكون أحد المكاسب الكبيرة للكرة السعودية من حيث البنية التحتية الرياضية، يعاني من مشكلات في الجاهزية رغم مرور أسابيع على انتهاء مباريات دوري أبطال آسيا، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى كفاءة إدارة المرافق الرياضية ومدى التنسيق مع الأندية لتحديد الملاعب في وقت مناسب يراعي التزامات الأندية وجماهيرها.
ةلم تُصدر إدارة الاتحاد حتى الآن بيانًا رسميًا توضح فيه موقفها من قرار النقل أو جهودها في محاولة تغييره، وهو ما زاد من حالة الجدل، ودفع البعض إلى اتهام الإدارة بعدم التفاعل الكافي مع تطلعات الجماهير، وفي المقابل، دعت بعض الأصوات إلى التريث في إصدار الأحكام، وانتظار توضيح رسمي من النادي أو الرابطة بشأن أسباب عدم جاهزية ملعب الإنماء، ومتى يُتوقع أن يكون متاحًا مجددًا لاستضافة المباريات.
ومن المقرر أن يواجه الاتحاد في الجولة الثلاثين، قبل لقاء الفيحاء، فريق النصر في مواجهة مرتقبة يوم الأربعاء، قد يكون لها دور كبير في حسم مصير اللقب، ولذلك يرى كثيرون أن القرار الذي يمس المباراة التالية، قد يكون له تأثير مباشر على الحالة الذهنية والنفسية للفريق، خصوصًا إذا ما شعر اللاعبون بأن الفريق لا يحظى بدعم جماهيري كافٍ نتيجة قرارات خارجة عن إرادتهم.
ويبقى السؤال معلقًا: هل ستتدخل إدارة الاتحاد بقوة لحماية حقوقها وحقوق جماهيرها؟ أم سيبقى القرار ساريًا، مع ما يحمله من تبعات فنية وجماهيرية؟ وفي كل الأحوال، تؤكد هذه الحادثة أن العلاقة بين التنظيم الإداري للمباريات ومصلحة الأندية والجماهير تحتاج إلى إعادة تقييم مستمر، خاصة مع ما تشهده الكرة السعودية من تحولات كبيرة تهدف إلى جعل الدوري السعودي واحدًا من أقوى الدوريات في العالم.