بركان سبير
بركان سبير يهدد ألاسكا بثوران وشيك وسكان أنكوريج في خطر
كتب بواسطة: بدور حمادي |

يعيش سكان مدينة أنكوريج في ألاسكا حالة من القلق المتزايد بعد إعلان مرصد ألاسكا للبراكين أن جبل سبير ما يزال في مستوى مرتفع من الاضطرابات الجيولوجية وسط مؤشرات قوية على احتمال حدوث ثوران بركاني هائل قد يقع في أي لحظة، ووفقًا لتقارير المرصد فإن المنطقة المحيطة بالبركان شهدت في الأيام الماضية 73 هزة أرضية مسجلة إلى جانب سلسلة من الزلازل الصغيرة التي تحدث بمعدل عدة مرات في الساعة مما يعكس تصاعد النشاط الزلزالي نتيجة لارتفاع الصهارة تحت السطح وازدياد الضغط داخل الصخور.

وتشير أجهزة الرصد إلى أن النشاط الزلزالي مرتبط مباشرة بحركة الصهارة التي تحدث تصدعات في البنية الصخرية وتدفع بالغازات والبخار إلى الانبعاث من قمة الجبل، حيث تم رصد تصاعد واضح للبخار وزيادة في انبعاثات الغاز في محيط البركان ما يؤكد أن جبل سبير دخل مرحلة خطرة من الاضطرابات قد تقود إلى انفجار مماثل لما حدث في عامي 1953 و1992 حينما أطلق البركان سحبًا كثيفة من الرماد البركاني غطت مئات الكيلومترات وأسقطت كميات هائلة من الرماد على مناطق واسعة جنوب وسط ألاسكا.

ويبعد جبل سبير نحو 129 كيلومترًا فقط عن مدينة أنكوريج التي يقطنها قرابة 300 ألف نسمة، ما يجعلها مهددة بشكل مباشر بتأثيرات هذا الثوران المحتمل، حيث يتخوف السكان من أن تغطي طبقات كثيفة من الرماد أحياء المدينة وتؤثر على الحياة اليومية وقد بدأت بعض الأسر بالفعل في اتخاذ تدابير احترازية تحسبًا لأي تطور مفاجئ في الحالة البركانية.

وكانت هيئة مراقبة البراكين قد أصدرت في تحديثها الأخير تقريرًا يؤكد استمرار الاضطرابات في الجبل رغم أن وتيرتها تباطأت قليلًا مقارنة ببداية العام الجاري إلا أن مستوى الخطر ما زال مرتفعا نظرًا لما رصد سابقًا في نوفمبر وديسمبر 2024 حين توقفت الأنشطة مؤقتًا ثم عادت بقوة بعد فترة وجيزة مما يشير إلى احتمال تكرار السيناريو ذاته.

ورغم أن احتمالات الثوران قد تراجعت منذ شهر مارس إلا أن الخبراء يحذرون من أن الجبل لا يزال في حالة اضطراب شديدة وأن أي حلقة انفجارية قد تستمر بين ثلاث إلى أربع ساعات يصاحبها انبعاث سحب هائلة من الرماد قد تصل إلى مدينة أنكوريج والمناطق المجاورة وتغطيها بطبقة كثيفة من الغبار البركاني مما يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة والبنية التحتية.

ولا يقتصر الخطر على الرماد المتساقط فحسب بل إن الثوران قد يُطلق انهيارات طينية ضخمة وانهيارات جليدية ناتجة عن الحطام البركاني المتسارع بسرعة تفوق 321 كيلومترًا في الساعة وهي ظاهرة خطرة لكن من حسن الحظ بحسب الخبراء فإن هذه الانهيارات لن تصل إلى مناطق مأهولة بالسكان.

ومن المتوقع أن يشهد قطاع النقل حالة من الفوضى الكبيرة في حال وقع الثوران حيث ستضطر المطارات الدولية القريبة مثل مطار تيد ستيفنز أنكوريج الدولي وربما مطار فيربانكس الدولي إلى الإغلاق الكامل بسبب الرماد المتطاير الذي يعطل محركات الطائرات ويؤثر على سلامة الرحلات الجوية، وهذا بدوره سيتسبب في تعطيل آلاف الرحلات القادمة والمغادرة إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة وربما يتسبب أيضًا في تعطيل سلسلة التوريد العالمية نتيجة توقف حركة الشحن الجوي.

ويخشى مراقبون من أن تتحول الأزمة البيئية المحتملة إلى أزمة اقتصادية في حال طال أمد إغلاق المطارات وتأخرت رحلات الإمداد والبضائع المرتبطة بتلك المنطقة الحيوية ورغم حالة التأهب القصوى ما تزال السلطات الأميركية تتابع الوضع ساعة بساعة. وسط تحذيرات متجددة تطالب السكان المحليين بالبقاء على استعداد تام لأي تطورات مفاجئة قد تنذر بكارثة بيئية غير مسبوقة في تاريخ الولاية.