أحمد الغامدي بين مطرقة الاتحاد وسندان نيوم.
الغامدي بين مطرقة الاتحاد وسندان نيوم: من يحسم الصراع؟
كتب بواسطة: رولا نادر |

في ظل الاستعدادات المكثفة التي تجريها الأندية السعودية لخوض منافسات الموسم الجديد من دوري روشن، تعود إلى الواجهة قضية مستقبل لاعب الوسط الشاب أحمد الغامدي، المعار من نادي الاتحاد إلى نادي نيوم وبينما يبدي نادي نيوم رغبة ملحة في تجديد إعارة اللاعب لموسم إضافي، يتمسك نادي الاتحاد بموقفه الرافض لبيعه بشكل نهائي، لتشتعل بذلك فصول جديدة من المفاوضات بين الطرفين، في ظل ترقب جماهيري واسع لمآلات هذا الملف.

ووفقًا لما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط"، فقد تقدم نادي نيوم بطلب رسمي لتجديد إعارة أحمد الغامدي لموسم آخر، بعد أن أبدى الجهاز الفني للفريق رضاه عن أداء اللاعب خلال فترة إعارته الماضية، ويأتي هذا الطلب في وقت يسعى فيه نادي نيوم إلى تعزيز صفوفه بلاعبين قادرين على المنافسة في دوري روشن للمحترفين، بعد أن نجح الفريق في حجز مقعده في المسابقة للمرة الأولى في تاريخه.

ولم تصطدم رغبة نيوم في الاحتفاظ بخدمات الغامدي فقط بمسألة الإعارة، بل سبق أن تقدّم النادي بطلب لشراء اللاعب بشكل دائم، وهو ما قوبل بالرفض القاطع من قبل إدارة نادي الاتحاد، والنادي الجداوي أبدى تمسكه الكامل بالاحتفاظ ببطاقة اللاعب، معتبرًا أنه لا يزال أحد الأسماء الواعدة التي يمكن أن تفيد الفريق مستقبلاً.

اللافت في هذا الملف أن أحمد الغامدي لم يكن ضمن حسابات المدير الفني الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد الحالي، الذي لم يمنح اللاعب فرصًا كافية لإثبات نفسه في الموسم الماضي، وبحسب مصادر مقربة من النادي، فإن بلان أبدى تحفظًا على مستوى الغامدي خلال التدريبات التحضيرية، ما دفع الإدارة الفنية إلى اتخاذ قرار بإعارته لنادٍ يضمن له المشاركة بشكل منتظم، وهو ما تحقق في نادي نيوم.

وقدّم اللاعب، من جهته، مستويات لافتة خلال فترة الإعارة، ما جعله محل إشادة من جماهير نيوم وإدارة النادي التي ترى فيه عنصرًا أساسيًا في مشروع الفريق الصاعد حديثًا إلى دوري الأضواء، وكان لوجوده في خط الوسط دور واضح في تحقيق التوازن الدفاعي والهجومي للفريق، وهو ما عزز المطالبة باستمراره لموسم إضافي على الأقل.

والموقف الحالي يضع نادي الاتحاد أمام خيارين، كلاهما يحمل تبعات فنية مستقبلية، فمن جهة، فإن التمسك بالغامدي دون منحه فرصة حقيقية للمشاركة قد يؤثر على تطور مستواه، خاصة في ظل غياب الثقة من المدرب الحالي، ومن جهة أخرى، فإن التفريط في اللاعب بشكل دائم أو حتى إعارته لموسم آخر قد يُفقد الفريق ورقة فنية قد تكون مؤثرة في حال تغيير الجهاز الفني أو تطور أداء اللاعب لاحقًا.

وفي المقابل، تعوّل إدارة نيوم على رغبة اللاعب نفسه، والتي تميل – وفق مصادر صحفية – إلى البقاء لموسم آخر مع الفريق الذي منحه فرصة إثبات ذاته، ووفّر له بيئة تنافسية ساهمت في رفع مستواه، إلا أن رغبة اللاعب وحدها لن تكون كافية في ظل التباين الواضح في وجهات النظر بين الناديين.

وقلب صعود نادي نيوم إلى دوري روشن معادلة التفاوض، إذ لم يعد الفريق يطمح فقط إلى تأمين بقاءه في الدوري بل يسعى لوضع بصمته منذ الموسم الأول، وهو ما يتطلب الحفاظ على الاستقرار الفني وتدعيم الصفوف بأسماء أثبتت قدرتها على الانسجام مع الفريق، ويبدو أن أحمد الغامدي أصبح أحد عناصر هذا المشروع، خاصة بعد أن ظهر بشكل ثابت في التشكيلة الأساسية خلال معظم مباريات الموسم الماضي.

ويعتبر أحمد الغامدي، البالغ من العمر 24 عامًا، من المواهب التي أثارت اهتمام المتابعين في المواسم الأخيرة، وبدأ مشواره في الفئات السنية بنادي الاتحاد، وتم تصعيده تدريجيًا إلى الفريق الأول، لكنه لم يحظَ بفرص كافية للظهور بشكل مستمر، خاصة مع تغيّر الأجهزة الفنية للفريق في الفترة الماضية، وإعارته إلى نادي نيوم شكّلت فرصة مهمة للظهور بشكل منتظم، وهو ما استغله اللاعب بشكل جيد.

وحتى الآن، لم تُحسم الأمور بشكل رسمي، وتشير المصادر إلى أن إدارة الاتحاد قد تدرس إعارة اللاعب لموسم إضافي مع وضع بنود تضمن عودته السريعة في حال الحاجة إليه، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف مستقبل الجهاز الفني، واحتمال حدوث تغييرات في الموسم المقبل، ومن المتوقع أن تتضح الصورة بشكل نهائي خلال الأيام القادمة، بعد انتهاء إجازة نهاية الموسم وانطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد.

وتبقى قضية أحمد الغامدي نموذجًا للصراع بين الطموحات الفنية للأندية، والواقع التنافسي الذي يعيشه اللاعبون الشباب في دوريات قوية كدوري روشن، وفي الوقت الذي يسعى فيه نيوم لتدعيم صفوفه بلاعب موهوب ومجرب، يتمسك الاتحاد بأمل استعادة لاعب قد يكون له مستقبل مشرق إذا ما حصل على الثقة والدعم المناسبين.