المركز الوطني للأرصاد
الأرصاد بالسعودية تطلق الإنذار اليوم الأربعاء: منخفض جوي يضرب 8 مناطق بأمطار ورياح مثيرة للأتربة
كتب بواسطة: تميم بدر |

توشّحت أجواء المملكة اليوم الأربعاء بملامح من التقلّب الجوي الحاد بعد أن أصدر المركز الوطني للأرصاد سلسلة من التنبيهات التي طالت ثماني مناطق مختلفة، محذراً من اضطرابات جوية تراوحت بين أمطار متفاوتة الغزارة، ورياح نشطة مثيرة للأتربة، وسط مخاوف من تدنّي الرؤية الأفقية وتشكل السيول في عدد من المواقع، المشهد المناخي بدا كمن يبعث برسالة تنبيه للطبيعة بكل تفاصيلها، بأن اليوم لن يمر بهدوء.

في غرب المملكة بدت مكة المكرمة في صدارة المناطق المتأثرة، حيث شهدت محافظتا الطائف وميسان هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة، صاحبتها رياح شديدة، وتساقط لحبات البرد، وصواعق رعدية تردد صداها في الأفق، فيما أطلقت التحذيرات من جريان السيول، في مشهد تكرر في محافظات أخرى كالمويه، الخرمة، رنية والعرضيات، بينما تأثرت السواحل الغربيةوعلى رأسها جدة ورابغ برياح تصل سرعتها إلى نحو 49 كم/ ساعة، مسببة تدنياً كبيراً في مستوى الرؤية.

إلى الجنوب الغربي انضمت الباحة إلى قائمة المناطق المتأثرة حيث سجلت عدة محافظات بينها بلجرشي والعقيق، هطول أمطار متوسطة ضمن إنذار برتقالي ترافق مع رياح قوية وتوقعات بتشكل السيول، في حين شهدت مناطق أخرى كالمخواة وقلوة أمطارًا خفيفة صاحبتها صواعق ورياح متقطعة، وفي الوقت ذاته، كانت عسير تترقب دورها، إذ حذرت الأرصاد من أمطار غزيرة قد تضرب عدة مدن رئيسية بينها أبها وخميس مشيط وسراة عبيدة، وسط احتمالات عالية لتساقط البرد وجريان السيول في الأودية.

في المدينة المنورة وعلى الرغم من هدوء نسبي في المشهد المطري، إلا أن الرياح الناشطة في الرايس وينبع والمهد رفعت مستوى التحذير، لاسيما مع التوقعات بحدوث صواعق في المناطق المفتوحة، وتدني الرؤية الأفقية خلال ساعات الذروة، أما نجران فقد واجهت وضعًا مختلفًا إذ كانت الرياح والأتربة المثارة هي العنوان الأبرز للمشهد الجوي، مع شبه انعدام في الرؤية تجاوزت مدته 18 ساعة، غطّت خلالها العواصف مناطق واسعة من بدر الجنوب وشرورة ويدمة.

في الشرق تراجعت الرؤية في محافظات الخفجي وحفر الباطن والنعيرية نتيجة رياح نشطة محملة بالأتربة، وسط تحذيرات من انخفاض الرؤية إلى ما دون 3 كيلومترات، تزامناً مع امتداد هذه الحالة حتى السادسة مساءً، وامتد المشهد إلى منطقة الرياض، حيث شهدت الزلفي والغاط رياحًا بسرعة قاربت 50 كم/ساعة، ما أثر سلباً على التنقل البري، وفرض حذرًا مضاعفًا لسائقي المركبات على الطرق السريعة.

شمالًا لم تكن تبوك بمنأى عن هذه التطورات، إذ شهدت محافظتا الوجه وأملج رياحًا قوية منذ ساعات الصباح الأولى، رافقها انخفاض ملحوظ في مدى الرؤية، وسط تحذيرات مشددة من خطورة التعرّض المباشر للرياح في الأماكن المفتوحة.

وسط هذه الأجواء المشحونة دعت الجهات الرسمية المواطنين والمقيمين إلى التزام الحذر، وعدم المجازفة بالخروج غير الضروري خاصة في الأوقات التي تبلغ فيها الظواهر الجوية ذروتها، كما شددت على أهمية متابعة التحديثات عبر القنوات الرسمية، وتجنّب مجاري السيول، ومواقع تجمع المياه، حفاظًا على الأرواح والممتلكات في ظل حالة جوية تبدو مصمّمة على اختبار الجاهزية الوطنية حتى آخر رمق من اليوم.