دونالد ترامب
عودة الدبلوماسية؟ ترامب يتحدث عن هدنة وإفراج وشيك عن محتجزين في غزة!
كتب بواسطة: سوسن شرف |

تتجه الأوضاع في قطاع غزة نحو منعطف جديد، مع تسريبات عن تحرك أميركي لتشكيل حكومة مؤقتة تدير شؤون القطاع بعد الحرب، وسط مشاورات مع أطراف إقليمية ودولية، فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مقترحاً بشأن هدنة وإطلاق محتجزين سيتم الكشف عنه خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ترامب في تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض قال إن هناك تطورات مرتقبة تتعلق بغزة سيتم الإعلان عنها قريباً، ملمّحاً إلى اتفاق محتمل يتضمن وقفاً لإطلاق النار وخطة للإفراج عن المحتجزين.

 نقلت وكالة رويترز عن خمسة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تناقش مع إسرائيل إنشاء إدارة انتقالية في قطاع غزة برئاسة مسؤول أميركي، تكون مهمتها إدارة القطاع في المرحلة التالية من الحرب، ووفق المصادر فإن هذه الإدارة ستكون مدعومة بتكنوقراط فلسطينيين، على أن تظل مؤقتة لحين استقرار الوضع الأمني والسياسي، وظهور قيادة فلسطينية قادرة على تسلم المسؤولية، المشاورات التي وصفتها رويترز بـ"رفيعة المستوى"، لا تزال في مراحلها الأولى، ولم يتم تحديد جدول زمني واضح لمهام أو مدة هذه الحكومة المؤقتة.

في تطور متصل أشارت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث" إلى أن واشنطن تضغط لإقرار مقترح جديد يشمل فتح ممرات آمنة داخل غزة وتوزيع المساعدات الإنسانية عبر نقاط خاصة، بإشراف أميركي مباشر، وقد أبلغ وسطاء الولايات المتحدة رفضهم أن تتولى إسرائيل مسؤولية توزيع المساعدات، في خطوة تعكس الحساسية القائمة بشأن الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتهدف الخطة إلى تلافي المزيد من الانهيار في القطاع المحاصر، خاصة بعد ارتفاع أعداد الضحايا بشكل كبير خلال الأشهر الماضية.

من جهة أخرى أعلنت مصر وقطر في بيان مشترك عن استمرار جهودهما المشتركة لبلورة اتفاق شامل يضع حداً للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وأكد البيان أن جهود الوساطة تُنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة سعياً للوصول إلى حل يضمن وقف القتال وحماية المدنيين واستئناف المساعدات الإنسانية بشكل منظم وآمن، البيان أكد كذلك وجود رؤية موحدة بين القاهرة والدوحة بشأن إنهاء الكارثة التي يعيشها سكان القطاع، الذين باتوا يعانون من نقص شديد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية.

تتهم حركة حماس إسرائيل باستخدام الغذاء كسلاح في الحرب، من خلال إعاقة إدخال المساعدات الإنسانية أو التحكم بتوزيعها بشكل يضر بالمدنيين، وقد أدى التصعيد الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، بعد هجمات حماس على جنوب إسرائيل، إلى مقتل ما يقرب من 1200 شخص بحسب الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى احتجاز 251 شخصاً، ومنذ بدء الرد العسكري الإسرائيلي قُتل أكثر من 52 ألف فلسطيني في غزة وفقاً لما أوردته السلطات الصحية في القطاع معظمهم من النساء والأطفال، بينما تحولت مناطق واسعة من القطاع إلى أنقاض.

في ضوء هذه المعطيات تتصاعد الضغوط الدولية لوقف القتال وتمهيد الطريق نحو ترتيب سياسي مؤقت قد يعيد رسم المشهد في غزة خلال الفترة المقبلة مع ترقب عالمي لما سيعلنه ترامب خلال الساعات القليلة القادمة، وسط آمال بأن يُحدث اختراقاً حقيقياً يخفف من وطأة الكارثة الإنسانية المتواصلة.