قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في جدة بتوجيه إلى جميع الجهات المعنية في المملكة بضرورة العمل بأقصى درجات الكفاءة والتميز في تنفيذ الخطط الأمنية والوقائية والتنظيمية لخدمة ضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ومنافذ المملكة، بما يعكس الصورة المشرفة للمملكة في إدارة أعظم شعيرة دينية تستقطب ملايين الحجاج سنويًا، حيث أكد ولي العهد على أهمية الاستمرار في تطوير الخدمات وتيسير سبل القدوم من مختلف بلدان العالم خصوصًا عبر مبادرة طريق مكة التي أثبتت نجاحًا لافتًا في تسهيل الإجراءات منذ لحظة مغادرة الحاج لبلده وحتى وصوله إلى الأراضي المقدسة.
وشدد سمو ولي العهد على أن خدمة ضيوف الرحمن تمثل أولوية وطنية عليا وواجبًا دينيًا تتشرف به القيادة السعودية مشيرًا إلى أن المملكة تنظر إلى موسم الحج ليس فقط باعتباره موسمًا دينيًا بل كمناسبة عالمية تبرز من خلالها قدرات الدولة التنظيمية وتكامل مؤسساتها ووعي كوادرها في التعامل مع هذا الحشد المليوني الذي يفد من كل أصقاع الأرض لأداء ركن من أركان الإسلام، وقد أعرب ولي العهد في كلمته خلال الجلسة عن ترحيبه باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بجميع الحجاج القادمين إلى المملكة لأداء فريضة حج هذا العام مؤكدًا أن المملكة تستقبلهم بقلوب مؤمنة وأيادٍ ممدودة لخدمتهم وعيون ساهرة على راحتهم وسلامتهم.
وأشار سموه إلى أن ما حبا الله به هذه البلاد المباركة من شرف خدمة الحرمين الشريفين ومسجد النبي الكريم هو نعمة عظيمة ومسؤولية جسيمة تستدعي من الجميع بذل الغالي والنفيس من أجل أداء هذا الدور على الوجه الذي يرضي الله تعالى ويحقق تطلعات القيادة والشعب السعودي، وأوضح أن الدولة حريصة كل الحرص على تسخير كل إمكاناتها ومواردها من أجل راحة الحجاج وتيسير تنقلاتهم وتوفير أفضل الخدمات الصحية واللوجستية والإرشادية بما يُمكّنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وأمان وطمأنينة.
وتأتي هذه التوجيهات في وقت تستعد فيه المملكة لاستقبال أعداد متزايدة من الحجاج بعد عودة الأعداد إلى طبيعتها ما قبل جائحة كورونا وسط خطط أمنية وصحية متكاملة تشارك في تنفيذها مختلف القطاعات الحكومية والأهلية وتُشرف عليها لجنة عليا لتنسيق الجهود وضمان تلبية احتياجات الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم.
ومن اللافت أن مبادرة طريق مكة التي أطلقها ولي العهد قبل سنوات قد أصبحت نموذجًا عالميًا في تسهيل إجراءات السفر والقدوم، حيث تقوم فرق العمل السعودية المنتشرة في عدد من المطارات الدولية بإنهاء إجراءات الجوازات والتفتيش الجمركي والترميز الصحي في بلد المغادرة قبل صعود الحجاج إلى الطائرة مما يختصر الوقت ويوفر الجهد ويعزز الانسيابية فور الوصول إلى المملكة وقد أثنت دول عديدة على هذه المبادرة وأبدت رغبتها في توسيع نطاقها لما تحققه من راحة وسلاسة لحجاجها.
كما شهدت جلسة مجلس الوزراء استعراضًا للترتيبات الجارية في المشاعر المقدسة من توسعة مرافق الاستقبال والإسكان وزيادة الطاقة الاستيعابية لمنشآت الإعاشة والنقل إلى جانب تطوير أنظمة المراقبة الذكية وتعزيز البنية الرقمية المرتبطة بخدمة الحجاج بما يسهم في توفير تجربة روحانية ميسّرة وآمنة لكل قادم إلى بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويأتي ذلك امتدادا لنهج المملكة الثابت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه والذي سار عليه أبناؤه الملوك من بعده في بذل أقصى الجهود لخدمة الإسلام والمسلمين وتوفير أعلى درجات العناية والرعاية لقاصدي البيت الحرام، حيث تحرص المملكة كل عام على رفع كفاءة الخدمات ومراجعة الخطط وتوظيف أحدث التقنيات لتحقيق رؤية 2030 التي تولي قطاع الحج والعمرة أهمية محورية في تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كوجهة إسلامية رائدة عالميًا.
وختامًا يتوجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل من الحجاج حجّهم وأن يعين المملكة قيادة وشعبًا على خدمة ضيوف الرحمن بما يرضي الله ويحقق الراحة والسلامة لكل من وطئت قدماه أرض الحرمين الشريفين.