مجاهدون لحماية البيئة
المجاهدون يضبطون مخالفًا بيئيًا في مكة بحوزته حطب محلي
كتب بواسطة: حكيم حميد |

في إطار الجهود المتواصلة لحماية البيئة ومواجهة الممارسات المخالفة التي تُلحق الضرر بالغطاء النباتي المحلي، أعلنت دوريات الإدارة العامة للمجاهدين في منطقة مكة المكرمة عن ضبط أحد المخالفين لنظام البيئة، من الجنسية اليمنية، وذلك بعد ضبطه متلبسًا بعرض وبيع كميات من الحطب المحلي بطريقة غير نظامية.

وجاءت هذه العملية في سياق المتابعة المستمرة التي تنفذها وزارة الداخلية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لمراقبة أنشطة تسويق أو بيع أو نقل الحطب المحلي داخل المدن والمحافظات، وعلى الطرق التي تربط بين مناطق المملكة، فضلاً عن ما يُنشر بشأن تلك النشاطات عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف تعزيز الرقابة، والحد من التعديات البيئية التي تؤثر على استدامة الموارد الطبيعية.

وأوضحت الإدارة العامة للمجاهدين أن عملية الضبط جاءت نتيجة للجهود الميدانية المكثفة التي تنفذها فرق الدوريات في مختلف المواقع، والتي تعتمد على الرصد المسبق والتحري الأمني، إلى جانب الاستجابة السريعة لأي بلاغات أو مؤشرات تفيد بوجود مخالفات بيئية.

وقد تم تسليم المخالف والمضبوطات إلى الجهة المختصة، لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وفقًا لما تقضي به الأنظمة المعمول بها في المملكة، لاسيما نظام البيئة الذي يجرّم عمليات التحطيب الجائر أو تداول الحطب المحلي، لما لذلك من آثار سلبية على البيئة، والمناخ، والتنوع البيولوجي.

وأشارت الجهات المعنية إلى أن هذه الحملة تأتي ضمن جهود المملكة المستمرة للحفاظ على الغطاء النباتي المحلي، ومكافحة التصحر، وتفعيل مبادرات التشجير الوطني، تماشيًا مع مستهدفات "رؤية السعودية 2030" ومبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين تسعيان إلى تحقيق تنمية بيئية مستدامة.

وأكدت وزارة الداخلية أن التعدي على الموارد البيئية الوطنية لا يُعد مجرد مخالفة نظامية، بل هو تهديد مباشر للمقدرات الطبيعية، ويُسهم في إضعاف قدرة النظم البيئية على التكيف مع التغيرات المناخية، كما يؤثر على جودة الحياة العامة ويقوّض الجهود الوطنية لحماية الحياة الفطرية في مختلف مناطق المملكة.

وشددت الإدارة العامة للمجاهدين على أن حملات الرقابة والتفتيش لن تتوقف، بل ستستمر وتُكثف في مختلف المناطق، خاصة في المواسم التي تشهد ارتفاعًا في الطلب على الحطب المحلي، مؤكدة أن الضبطيات المتكررة تعكس عزم الجهات الأمنية والرقابية على ملاحقة أي تجاوزات تمس البيئة، وأن لا تهاون مع من يخالف الأنظمة التي وُضعت لحماية مقدرات الوطن الطبيعية.

كما جددت وزارة الداخلية دعوتها إلى ضرورة استخدام البدائل المستدامة للحطب المحلي، والتي توفرها الأسواق المرخصة، وتخضع لمعايير رقابية تُراعي التوازن البيئي، وتشجّع على ثقافة الاستهلاك الرشيد للموارد الطبيعية.

وتأتي هذه الخطوات تأكيدًا على التزام المملكة بتنفيذ اتفاقياتها الدولية في مجال حماية البيئة، ومكافحة تغير المناخ، وصون الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، بما يعكس رؤية القيادة الحكيمة في جعل التنمية البيئية عنصرًا جوهريًا في الخطط الاستراتيجية الوطنية.

وتسعى الجهات المعنية من خلال هذه الإجراءات إلى رفع مستوى الوعي العام، وتعزيز السلوك البيئي المسؤول، وترسيخ ثقافة احترام البيئة في المجتمع، بوصفها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن البيئي، وتنمية مستدامة شاملة تراعي التوازن بين متطلبات الإنسان وحقوق الطبيعة.